احتفلت بالسنة الأمازيغية لأنني أقتفي أثر الفرح أينما كان..
أحل حيث حل...
واتتبعه كطفل صغير في مفاصل تاريخي...
احتفلت بكل جوارحي تصالحت مع دمي وقومي وعشيرتي وتاريخي...
احتفلت.....احتفلت...
لأنني أومن بأننا في حاجة إلى المزيد من الأفراح والأعراس...
لأنني مغربي... ذو أصول صحراوية... عربي من أولاد بني السباع وأخوال أبي من أمازيغ من تنمار... أمازيغ أحرار... لابد أن دمي يعبق زيتونا وأرغانا وريحانا ونبقا وخروبا...
لأن أمي من قبيلة زناتة... لسانها عربي و ربما جذورها أمازيغية...
وفي كل بيت مغربي خلاف حول الجذور حد الوهم...
لأن زوجتي أمازيغية، وأخوال أبنائي أمازيغ...
لأن كثيرا من أصهاري أمازيغ...
إما أصدقائي فهم أمازيغ أحرار... ظلوا أوفياء لحكمة الجبل، ولكرم الشجر، ولعطاء التربة والنخيل والزيتون والتفاح...
ظلوا ظلالا ساعة القيظ ودفء ً ساعة القر...
احتفلت لأنني عاشق للشعر الأمازيغي للربابة...للموال الأطلسي..
لأنني عاشق لرائحة القرنفل والورد في شعر جدتي...
لكل معالم الجمال في الزرابي والحلي والمعمار ونظم الحكم وأعراف الزواج والختان..
يقول أبي إن الأمازيغ حفظوا القرآن في المغرب ونشروه
فما من دوار في جبل أمازيغي إلا وفيه حافظ للقرآن رغم أنف الزمن المادي القاتل...
احتفلت حتى طربت..
لأنني أعشق الطبخ الأمازيغي... فهو جزء من مطبخنا اليومي...من فخرنا... من بصمتنا الذوقية..
لأنني أنتشي بأحيدوس وأحواش وكل الإيقاعات الأمازيغية...
لأن خريطة جينات المغاربة فيها خليط عرقي يجعلهم مغاربة فحسب...
لأن الأمازيغية حلم ورومانسية وحضارة تمدني بالقوة وترسخ تاريخي وتمنحي مناعة ثقافية ضد التغريب...ضد التهريج... ضد الصهاينة المقنعة... ضد أن تتحول الأمازيغية صكا تجاريا...
لأن الأمازيغية أكثر من علم.. ومن خطاب على منصة... وبرنامج تلفزيوني...
فهي القلب والوجدان وضلع الوطن... وافقه وعمقه..
بل هي شعر وغناء وحضارة وقيم وغنى ثقافي يقوينا ويزيدنا فخرنا...
لأن تنوعنا العرقي نعمة.. فنحن اختلطنا حتى صرنا ما نحن عليه...
أمة بألسن متعددة لكن بقلب واحد... ومصير واحد... وأحلام واحدة....
لهذا احتفلنا بالسنة الأمازيغية....
فأنا في حاجة للفرح...
الشعور بالأمازيغية دفقا في شرايين المغاربة آت من عمق التاريخ... وليس من تاريخ هامشي يصنع الضحايا ليقتات باسم الزعامة...
احتفلت...
لأشعر بكل الدماء التي سالت عبر التاريخ ليوجد وطن اسمعه المغرب مازال يناضل من أجل الحرية والكرامة والعدل في صف واحد... لا هوية فيه إلا " المغرب "
لهذا احتفلت بالأمازيغية...
لأنني عربي في دمي دفق أمازيغي، ورهطي وقبيلتي أمازيغ وعرب...
ولأنني في حاجة إلى الفرح...
رقصت أحواش وأحيدوس...
وأعلنت للجميع أننا على قلب واحد...
والوطن خلق ليصنع الفرح...