حين يعلم "اللص" أن هناك كاميرا مراقبة بزقاق معلوم ويضع قناعا على وجهه لمسح محيط منزل معين بعينه ويرصد ما يمكن سرقته في ساعة متأخرة من ليل بارد والساكنة تغط في نوم عميق فاعلم أنه "لص" مستعد للقيام بجنايته مع سبق الإصرار والترصد ولو كلفه ذلك الهجوم على من يباغثه.
حين تابعت حركات هذا "اللص" الذي ألف سرقة كل ما يجده أمام بيوت الناس وخصوصا بزنقة زاكورة بحي السمارة بمدينة اليوسفية استغربت لسلوكه المرفوض وهو يحمل حقيبة صغيرة في يده قد تكون تحتوي على وسائل عمله المدان عرفا وقانونا...وهو يتلصص على أبواب المنازل وما تحتويه السيارات المركونة على طول زقاق زنقة زاكورة بذات الحي.
هو "لص" محترف لكن طريقة عمله في تلك الليلة الباردة (السبت 6 يناير 2024) تثير عدة تسائلات، من بينها لماذا يرافقه طفل قاصر تحت جنح الظلام؟ هل هو فرد من أسرته؟ أم أنه تلميذه يلقنه دروس السرقة ويقدم له الدعم و التقوية للولوج إلى عالم السرقة والنشل مستقبلا؟
رصدت عينا "اللص" ملابس على حبل النشير أمام بيت إحدى الأسر بزنقة زاكورة بحي السمارة باليوسفية. رصد سراويل وقمصان وغيرها من الملابس التي سيحتاجها أطفال تلك الأسرة في اليوم الموالي لستر أجسادهم في عز هذه الأيام الباردة. هكذا سيقرر "اللص" ويوجه تعليماته لمرافقه القاصر لسرقتها.
كانت المفاجأة سارة جدا بالنسبة للطفل القاصر "مشروع لص المستقبل" حيث بمجرد أن تمكن من فتح باب شباك السطوان الأمامي لسرقة الملابس رصد دراجة هوائية صغيرة، كانت اللعبة المفضلة لفتاة صغيرة تسابق الريح فوقها كل نهاية أسبوع لقضاء سويعات الفرح.
فضل الطفل "مشروع لص المستقبل" في رمشة عين الاستغناء عن سرقة الملابس واختار الدراجة الهوائية حيث أخرجها من الباب وامتطى صهوتها وسار يحرك عجلاتها نحو "المعلم/اللص" وكأنه اشتراها من محل بيع الدراجات الهوائية.
تحتفظ جريدة "أنفاس بريس" بتسجيلات السرقة تحت جنح الليل استعمل فيها "اللص المعلم" حيلة الرصد والمسح وهو برفقة طفل / تلميذ المستقبل الذي فضل سرقة دراجة طفلة صغيرة تنتظر بزوغ شمس صباح يوم الأحد 7 يناير 2024 لممارسة لعبها المفضل وهي تسابق الريح على طول زقاق الحي الذي يحتاج إلى مراقبة أمنية ودورية ليلية لإعادة الطمأنينة للساكنة.
علمت الجريدة أن رب الأسرة قد قام بإخطار شرطة اليوسفية بالواقعة في انتظار دخول عناصرها على الخط والقيام بالاجراءات القانونية وفتح مساطر البحث والتحقيق.