واستمتع الجمهور، الذي حج بكثافة للحفل، لاسيما من النساء عاشقات هذا الفن التراثي ومن الوافدين عليها من السياح، بوصلات ونغمات فنية تنهل من التراث الأندلسي ومن القصائد الصوفية الروحية في حب الله ومدح النبي محمد (صلعم)، في تناسق وإيقاعات مميزة.
وسافرت مجموعة الحضرة الشفشاونية، المكونة من صفين من النساء بزي تقليدي بديع يعزفن على العود والدفوف (الطبل والبندير والطعريجة)، بالجمهور في أجواء روحانية واحتفالية، حيث قدمن طبوع الرصد وغريبة حسين ورمل ماية والزريكة ورصد الديل.
وتعد مجموعة أرحوم البقالي من أعرق مجموعات فن الحضرة، حيث أبدعت فيه بفضل ارتباط مؤسسة المجموعة بالتراث الصوفي والموسيقى الأندلسية، إذ يستمد الفن جذوره من الابتهالات الدينية والمناجاة الربانية.
وتميز الحفل، الذي عرف حضور عامل إقليم شفشاون، محمد علمي ودان، ورئيس الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية ورئيس جماعة شفشاون ومسؤولين ومنتخبين وفاعلين اقتصاديين ومؤسساتيين، توزيع شهادات المشاركة على التعاونيات الحرفية والجمعيات المهنية والصناع الفرادى المشاركين في المعرض.
ويندرج معرض الصناعة التقليدية، المنظم بساحة بئر أنزران بمدينة شفشاون تحت شعار “المنتوج التقليدي جودة وإبداع” إلى غاية الاثنين 1 يناير المقبل، في إطار استراتيجية الغرفة الجهوية والوزارة الوصية و”دار الصانع” لترويج وإنعاش منتوجات الصناعة التقليدية وإبداعاتها الفنية، لتجاوز الركود المسجل بسبب الأزمة الصحية، عبر تنظيم معارض تجمع بين فضاءات العرض والسهرات التراثية لاستقطاب الزوار.
يشار إلى أنه على هامش هذا المعرض، نظم بقاعة المسيرة الخضراء (إكليسيا سابقا)، حفل فني أحياه الفنان الصوفي والتراثي التهامي الحراق، وحفل للموسيقي الأندلسية للفنان أنس بلهاشمي، على جانب عقد لقاءات تحسيسية وتكوينات في قضايا تهم السجل الوطني للصناعة التقليدية، وورش الحماية الاجتماعية، ودور التعاونيات في تنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.