جمال العسري: حان الوقت لتخليص الوطن من سياسة تسليع التعليم وخوصصته..

جمال العسري: حان الوقت لتخليص الوطن من سياسة تسليع التعليم وخوصصته.. جمال العسري
استاذ .. و أفتخر .. أسرة التدريس أسرة قاعة الدرس .. فخر الإنتماء ..
زميلي(تي)..رفيقي(تي) ..أخي(تي) .. الأستاذ(ة) .. إرفع رأسك .. فقد حققت ما لم يحققه لا السابقون .. ولا الأولون ..
بعد دروس حركة 20 فبراير .. و حراك الريف .. ها هي دروس حراك التعليم ..
الآن وقد شارفت جولة من جولات حراك التعليم على أخذ قسط من الراحة .. راحة المحارب لالتقاط الأنفاس للعودة بقوة أكبر .. و بعزيمة و إصرار عظيمين .. آن لنا أن نصرخ بأعلى صوتنا : أساتذة ونفتخر .. الكرامة لنا كما لغيرنا .. و النصر لنا بأيدينا لا بأيدي غيرنا .. و لو كانت "نقاباتنا" .. آن لنا أن نرفع رؤوسنا لعنان السماء .. ليشار لنا .. هؤلاء هم أساتذتنا .. هؤلاء من نفخر بأنهم يشاركوننا تربية أبنائنا 
زميلي(تي)..رفيقي(تي) ..أخي(تي) .. الأستاذ(ة) .. ارفع رأسك .. فقد حققت ما لم يحققه لا السابقون .. و لا الأولون .. ارفع رأسك فقد انتصرت رغم كل الظروف : 
- انتصرت و أنت تواجه لا الوزارة فحسب ولا حتى الحكومة معها .. بل انتصرت وأنت تواجه أجهزة الدولة 
- انتصرت وأنت تواجه الإعلام الفاسد .. وأنت تواجه الإدارة .. و أنت تواجه الحصار .. و أنت تواجه كل أنواع التهم 
- انتصرت وقد انقلب عليك ممثلوك .. انتصرت و قد خذلتك نقاباتك التي كان من المفروض أن تكون سوطا لك .. لا سوطا عليك .. انتصرت و قد أغلقت في وجهك المقرات .. و منعت الجموعات .. و أغلقت في وجهك مجموعات الواتساپ النقابية 
- انتصرت رغم التهديد والوعيد .. رغم الإقتطاع و التضييق ... 
- انتصرت و أنت تبدع أروع أشكال النضال .. و أنت تخلق أبسط وأعقد التنظيمات .. و أنت تعيد الروح لمفهوم الأسرة التعليمية .. و معها الوحدة لا تتكسر ..
- انتصرت و أنت تعطي الدروس تلو الدروس في الديمقراطية الحقيقية .. في شفافية اتخاذ القرار .. في وضوح المطالب .. في نضالية القيادات و القواعد ..
- انتصرت و أنت تعيد الكرامة للمعلم و الأستاذ .. و تقتل كل محاولاتهم لجعل الأستاذ أضحوكة و نكتة .. اليوم أصبح الأستاذ قدوة و نموذج النضال و التضحية ..
- انتصرت وقد قتلت الصورة النمطية التي حاولوا وعبرعقود ترسيخها عن الأستاذ .. فأظهرت الصورة الحقيقية الأستاذ النموذج ..
- انتصرت وأنت تجبر الحكومة و رئيسها على أن تقدم على ما لم تقدم حكومة عليه : أن تخرج مرسوما .. ثم تحاول تجويده .. و بعدها تحاول نسخه .. و هذا بضغط منك لا من غيرك 
- انتصرت و أنت تنتفض على ما كان يطبخ بين ممثليك/نقاباتك و الحكومة لشهور بل و سنوات .. ظانين أنك ذلك الخانع القابل بالفتات .. فقلبت عليهم الطاولة و مزقت في وجههم ما اتفقوا و توافقوا عليه .. و أظهرت لهم من أي طينة أنت ..
- انتصرت و أنت تناضل و تسخر منهم و من توقيعاتهم .. حتى انتقلوا من صفة الأكثر تمثيلية .. إلى صفة الأكثر توقيعا ..
- انتصرت وأنت تبتسم بسخرية في وجه الجميع .. جميع من كان يستصغر نضالاتك .. و يسخر من ردود أفعالك .. و يؤكد على أنه قد تم تدجينك...
- انتصرت و أنت تبني لنفسك صرحا جديدا .. عماده الديمقراطية .. و الحرية .. و الجماهيرية .. و الاستقلالية .. و النضالية .. و التضامن .. و الوحدة ... 
- انتصرت وأنت تقهر رموز الإدارة .. رموز الوزارة .. رموز الإعلام .. رموز الفساد .. بل و حتى الرموز إياهم ...
- انتصرت وأنت تحقق ما لم يستطع ممثلوك حتى الحلم به .. و أن تحقق ما لم يحققه لا الأولون و لا السابقون .. صحيح لم تحقق كل مطالبك .. و لكنك حققت نسبة مهمة منها .. مقابل فتات الفتات الذي كان يأتي على أيدي من كانوا يمثلونك ..
- انتصرت و أنت تحيي مطالب فئات قهرها ظلم التاريخ .. وفئات قهرها بعد الجغرافيا .. و فئات استغلها استبداد الإدارة .. و فئات اغتالها تجاهل النقابة ..
- انتصرت بسلاحك أنت لا سلاح غيرك .. انتصرت بعزيمتك و إرادتك و إصرارك و تضحياتك .. و لا فضل لأحد عليك 
- انتصرت و قد تكالب عليك الجميع .. فأظهرت للجميع من أنت .. و من أي طينة أنت 
- انتصرت .. فما أروعك و ما أروع انتصارك .. و لله ذرك ...
زميلي(تي)..رفيقي(تي) ..أخي(تي) .. الأستاذ(ة) تحقيقك لهذا النصر التاريخي ما كان له أن يتحقق إلا بتوحيد الساحة التعليمية الذي حققه و أنجزه هذا الحراك التعليمي المبارك..
والآن تنتظرك أستاذي العزيز .. خطوة ثانية لا تقل أهمية عن الخطوة الأولى ..هي خطوة تطوير هذه الوحدة النضالية في أفق تحقيق مطلب الدفاع عن المدرسة العمومية، وتخليص الوطن من سياسة تسليع التعليم و خوصصته .. بدل تلك الوحدة المزعومة و التي غايتها في نهاية المطاف زيادة عدد المنخرطين و الرفع من مداخيل
 الإنخراطات لا غير ..
زميلي(تي)..رفيقي(تي) ..أخي(تي) .. الأستاذ(ة) .. ارفع رأسك .. فقد حققت ما لم يحققه لا السابقون .. و لا الأولون .. ارفع رأسك و حافظ على ما حققته و ما بنيته .. و الأجمل قادم .. و الانتصارات قادمة .. الآن الآن وبعد عودة الكرامة .. لا مجال للتراجع 
أستاذ وأفتخر ... نعم أستاذ و أفتخر .. أسرة التدريس فخر الانتماء .. و سنظل متشبثين منفذين لقرارات تنسيقياتنا المناضلة .. و إنه لنضال حتى النصر..