هذه الخدمة التي املتها حاجة السوق تبين بجلاء أننا أمام تجارة مربحة في غياب المراقبة الصارمة وهيكلة القطاع من أجل خلق ضمانات تصون حقوق المرتفقين ولعل من ابرزها انك تقدم ملفا كاملا للمؤسسة بغية الوساطة لتسهيل عملية التسجيل باحدى الكليات الدولية مع مصاريف الملف التي تتراوح في أغلبها مابين 5000 درهم و20000 ألف درهم دون مصاريف التسجيل والتأشيرة التي تبقى عملية معزولة في الاجراءات وفي حالة الرفض وهومايقع في اغلب الأحيان تجد نفسك أمام احتيال مزدوج من طرف مؤسسة الوساطة والسفارة حيث كلتا المؤسستين لاترجع لك المصاريف رغم أنك أدليت بكل الوثائق المطلوبة .وتبين أنها عملية نصب تراكم من خلالها مبالغ مهمة التي تقدم من طرف الطامحين لبلوغ الضفة الاخرى لمتابعة دراستهم .أغلب من تم رفض طلبهم يعزون هذا الأمر لأسباب واهية وغير مبررة بل البعض منهم يطرح سؤالا مشروعا لماذا لايتم رفض الطلب في البداية دون استلام المبلغ ؟ وفي حالة الرفض لماذا لايسترجع المبلغ كله او على الأقل نسبة منه ؟
هذا الأمر يتم في مؤسسات يقال عنها قانونية وتحت اشراف الدولة .ويبدو ان طريقة تعاملها مع المواطنين تطرح كثير من علامات الاستفهام حول أمر السيادة واحترامها وحسن تدبير المرفق بما يتوافق مع البلد المحتضن لهذه العملية .بل هناك من ذهب أبعد من ذلك كون العدد الغفير الذي يحج لهذه المؤسسات والطوابير المصطفة امام القنصليات دليل إدانة لسياسة منظومتنا التعليمية وإعلان لفشلها وفشل السياسة الحكومية التي لم تستطع استيعاب طاقاتها من الشباب الذين فضلوا الهجرة على البقاء في فضاء لايقدر قدراتهم وامكاناتهم كما نطرح سؤالا هاما في الموضوع ،كيف السبيل لمراقبة هذه المؤسسات التي تكاثرت بشكل ملفت بعدما اصبحت توزع مشاريعها الملغومة وطعمها المنتشر هنا وهناك لاصطياد ضحايا جدد قدرهم أنهم يطمحون لمغادرة ارض الوطن نحو آفاق جديدة يحققون فيها ذواتهم وأحلامهم الموعودة ؟
هل قدرشبابنا الهجرة أم ان الوطن اصبح عاجزا عن احتضان ابنائه عبر برامج حكومية تلتفت الى اهتماماته وتوفر له كل شروط العيش الكريم ؟