شهدت الساحة الدولية في الآونة الأخيرة سلسلة من التحركات الديبلوماسية، كان أهمها زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال إفريقيا، جوشوا هاريس الرباط، 17-18 دجنبر 2023، حيث التقى وزير خارجية المغرب. كما سبق ذلك تأكيد الخارجية الأمريكية موقفها الثابت والواضح من قضية الصحراء، حيث جددت دعم واشنطن للمقترح المغربي للحكم الذاتي، وواصفة إياه بـالجاد وذو المصداقية والواقعي. والأمر الآخر والمهم هو مشروع قانون إقرار الدفاع الوطني الأمريكي لعام 2024، الذي يفيد انضمام المغرب إلى القيادة المركزية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الذي قاطعته الجزائر، كأنها تريد توجيه رسالة للمغرب من خلال مقاطعته.
كما أن المشهد السياسي الدولي قد عرف تطور العلاقات العربية الروسية، التي توجت باستضافة المغرب لفعاليات الدورة السادسة من منتدى التعاون العربي الروسي بمراكش.
وأمام هذا المشهد الذي توالت فصوله بين المغرب وأمريكا، والذي زكاه منتدى التعاون العربي الروسي، أحداث أدخلت الجزائر في "ضيق تنفس"، زاده التوتر الذي حصل بين الجزائر ومالي مؤخرا، حين استدعت الخارجية المالية السفير الجزائري لتبلغه مذكرة احتجاج ضد أفعال جزائرية "غير ودية" من جانب بلاده، وتدخلها في الشؤون الداخلية لمالي بسبب عقد الجزائر اجتماعات مع الانفصاليين الطوارق دون سابق تنسيق مع السلطات المالية وتقديمها الدعم لهم.
ثم الوضع الإفريقي المضطرب بليبيا، وتونس التي تعرف مشهدا سياسيا يكاد "ينفجر"، بالإضافة إلى هشاشة الاستقرار السياسي في النيجر، كل هذا يزيد من تعقيد الأمور بالنسبة للجارة الجزائر بل يدخلها في عزلة كبيرة.
محمد سالم الشافعي /كاتب وصحفي