ونحن نقف على أعتاب السنة الجديدة، لا بد لي كما جرت العادة في السنوات الاخيرة أن أختار شخصية السنة السينمائية، تلك التي تركت بصمتها واضحة في مشهدنا السينمائي المغربي خلال هذا العام الذي سنودعه قريبا، لدي معاييري الخاصة التي تقنعني شخصيا ولا تجعلني أرضخ لاختيارات مؤسساتية تخضع لتأثيرات معينة مرتبطة بالمصالح أكثر من السينما.
الشخصية السينمائية المغربية لهذه السنة واضحة وجلية تماما، ولا تحتاج إلى طلاسيم المشعوذين والسحرة لكشفها، أنا شخصيا لم أتردد لحظة في اختيارها، وأظن سيجمع عليها الكل إلا لمن في قلبه مرض فزاده حقده وغيرته وحسده مرضا.
شخصية هذه السنة أعطت الكثير للمغرب السينمائي، وبعمل واحد صاغته ونسجته بكل ما تملك من طموح واجتهاد وموهبة وصلت الى إنجازات عالمية لم يصل إليها بعد أي متشدق من أولئك المتشدقين الكبار الذين يعتقدون بكل غرور وتعجرف أنهم يملكون مفاتيح السينما المغربية، شخصية هذه السنة ابتعدت عن الصراعات الوهمية فنجحت، ابتعدت عن الريع المسموم ونجحت، ابتعدت عن اللوبيات الفاسدة ونجحت، ابتعدت عن مغتصبي الدعم ونجحت، شخصية هذه السنة فهمت لعبة النجاح فشقت طريقها بعيدا عن الكثير من الأشياء السيئة والمضللة التي صنعت لنا أسماء وهمية أكبر إنجازاتها جوائز من مهرجانات بلاستيكية، مهرجانات ''خوروطية'' يضحكون بها على السذج والأغبياء من متابعيهم.
الشخصية السينمائية المغربية لهذه السنة تأهل فيلمها مؤخرا إلى الدور الثاني من التصويت في سباق جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في دورتها السادسة والتسعين. كما حصل نفس الفيلم على الكثير من الترشيحات والجوائز العالمية المهمة من بينها جائزة أفضل إخراج في قسم "نظرة ما"، وجائزة "العين الذهبية" لأفضل وثائقي في مهرجان كان، كما حققت السبق كأول مخرجة مغربية تفوز بالنجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بعد عشرين عاما من انطلاقه.
شخصية هذه السنة سلطت عليها، مؤخرا، الكثير من الأضواء وهي تستحقها فعلا، كما تبنى عليها الآمال في تحقيق المزيد من الإنجازات الكبرى من بينها الفوز بجائزة الأوسكار، أو على الأقل الوصول إلى قائمتها النهائية، وهذا ليس ببعيد.
شخصية هذه السنة هي المخرجة أسماء المدير وفيلما هو "كذب أبيض" فهنيئا لها ولنا.