جدد الجمع العام السادس لجمعية خريجات وخريجي مدارس محمد الخامس بالرباط الذي انعقد الأربعاء 20 دجنبر الجاري بالرباط، الثقة في الأستاذة خديجة شاكر بانتخابها رئيسة للجمعية، وبقية أعضاء المكتب الإداري للجمعية التي تهدف بالخصوص الى ربط التواصل بينها وبين المؤسسات المشابهة والقيتم بأنشطة تربوية وثقافية وفنية واجتماعية.
ويتألف المكتب الإداري لجمعية خريجات وخريجي مدارس محمد الخامس، من سبعة أعضاء هم بالإضافة الى الرئيسة خديجة شاكر من أسامة الكتاني وسعيد السايح وعائشة بوجندار وفريد المسناوي ومحمد الغربي، وجمال المحافظ الذين انتخبوا لقيادة الجمعية خلال المرحلة المقبلة التي تستغرق ثلاث سنوات.
وكان الجمع العام الذي حضرته أجيال متنوعة من خريجات وخريجي مدارس محمد الخامس المؤسسة التعليمية العريقة التي تأسست سنة 1947 بمبادرة من الحركة الوطنية داخل أسوار المدينة العتيقة للعاصمة، قد صادق بعد المناقشة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي.
أفق جديد
وسجلت الأستاذة خديجة شاكر، أنه بانتخاب المكتب الإداري الجديد، الذي يضم فعاليات لها حضور متميز بالمجتمع المدني ووازن في الساحة التربوية والثقافية والاجتماعية، تكون جمعية خريجات وخريجي مدارس محمد الخامس، قد فتحت آفاقا جديدة للعطاء، وقدمت بعملها الدؤوب مثالا حيا على مقاومة الصعوبات الموضوعية والذاتية، وخطت واثقة نحو مستقبل واعد بالتواصل وبالعمل المنتج تربويا وثقافية لفائدة مدارس محمد الخامس كمؤسسة وطنية تاريخية رائدة بأجيالها المتعاقبة.
وفي معرض تقديمها للتقرير الأدبي، ذكرت بمجمل الأعمال التي قام بها المكتب الإداري، من ندوات وعروض، ومساهمات ذات طابع اجتماعي وتضامني أو تربوي وبيداغوجي؛ خلال فترة ولايته التي امتدت من 18 دجنبر 2021 إلى 20 دجنبر 2023. وأوضحت أن أنشطة الجمعية تنقسم إلى ثلاثة مراحل أولاها كانت مرحلة تأسيسية، التي تم فيها بالخصوص إبرام اتفاقية شراكة بين الجمعية وثانوية مدارس محمد الخامس التأهيلية ووضع تصور شامل لبرامج الجمعية يتضمن أنشطة موجهة لفائدة تلامذة ثانوية مدارس محمد الخامس وأساتذتها، وفي مجال حفظ ذاكرتها الوطنية والتربوية.
قيم فضلى
علاوة على انجاز برامج وأخرى متمثلة في أنشطة خاصة بالجمعية، منها توسيع التعريف بها، وتعزيز التواصل بين أعضائها، أشار التقرير الأدبي الى تحديد القيم الفضلى التي تنير طريق عمل الجمعية، كالتضامن والمواطنة والتواصل والانفتاح . كما أن هذه المرحلة تميزت كذلك بإنتاج شريط وثائقي بعنوان:" يوم من حياة ثانوية"، يسلط الضوء على الحياة المدرسية لتلميذات وتلاميذ ثانوية مدارس محمد الخامس، ويتضمن شهادات لتلميذات وتلاميذ وأساتذة، في حق الثانوية، في إطار التحضير للذكرى الماسية للمؤسسة.
كتابة التاريخ بصيغة أخرى
أما المرحلة الثانية، فتميزت بالشروع في تنفيذ بعض مشاريع البرامج التي شملها التصور الشامل، في مقدمتها برنامج: " مدارس محمد الخامس: أحاديث، حكايات وشهادات" صيغة أخرى لكتابة التاريخ؛ وهو البرنامج الذي عرف إلى حد الآن ثلاث حلقات، إذ أن أهمية هذا البرنامج تكمن في كونه يشكل ثروة وثائقية غنية، تقوم الجمعية بتسجيلها وتوثيقها بالصوت والصورة، باعتبارها مادة ثرية للبحث والدراسة في إطار حفظ ذاكرة مدارس محمد الخامس.
كما تضمنت هذه الأنشطة برنامج " قراءات" الذي يهدف إلى تثمين عطاء خريجات وخريجي مدارس محمد الخامس ومساهماتهم العلمية والقانونية والأدبية والحقوقية والفنية، ومن خلالها تثمين عطاء المدرسة الوطنية المغربية العمومية، وذلك عبر تقديم قراءات في هذه الإنتاجات والمساهمات من طرف نخبة من أعضاء الجمعية ومن أصدقائها. أما برنامج "لقاءات الوفاء"، المخصص لإحياء ذكرى من رحلوا من خريجات وخريجي المؤسسة، وقدموا لها خدمات جليلة، حفظا لعطائهم، وتذكيرا بأعمالهم وأفضالهم، وترسيخا لقيم الوفاء والعرفان.
75 سنة من العطاء
والى جانب هذه البرامج المفتوحة توقف التقرير الأدبي عند أنشطة ولقاءات أخرى هم تنظيمها منها، حفل الذكرى الماسية لافتتاح مدارس محمد الخامس، تحت شعار" 75 سنة من العطاء"، والعمل على انجاز" دليل خريجات وخريجي مدارس محمد الخامس"، وفق تصور جديد؛ فضلا عن شراء الكتب المدرسية الضرورية لكل المستويات الدراسية والشعب والمسالك الموجودة بالثانوية، مساهمة من الجمعية في تيسير متابعة الدراسة من طرف التلميذات والتلاميذ، مع الشروع في إنشاء قناة خاصة بالجمعية تتكلف ببث أنشطتها الثقافية والفكرية والتربوية، وذلك تعزيزا للتواصل بين أعضاء الجمعية وشركائها، واستثمارا لوسائط التواصل الاجتماعي.
والمجال التعليمي والتضامني، جرى تنظيم، برنامج تربوي بيداغوجي حول آفاق الدراسة ما بعد البكالوريا، ضم ورشات للتوجيه التربوي لفائدة مجموع تلامذة السنة النهائية بجميع شعبها ومسالكها، وذلك بشراكة مع الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي، وإدارة المؤسسة، علاوة على مشاركة الجمعية في الحملة التضامنية الوطنية مع ضحايا زلزال الحوز والأقاليم المجاورة.
اشعاع وانفتاح
كما تميز التقرير الأدبي بتقديم عدد من التوصيات منها الدعوة إلى مواصلة العمل بالبرامج المفتوحة، لما أسفرت عنه من نتائج إيجابية، وتركته من آثار مثمرة والمحافظة الصارمة على الوثائق من صور وكتب وأوراق وأشرطة سمعية بصرية، ومواصلة مسلسل تجميعها لإغناء مكتبة الجمعية، وجعلها في متناول الباحثات والباحثين في التاريخ الراهن؛ والعمل على الانفتاح على فعاليات المجتمع المدني، وعلى الكفاءات الوطنية في مجال الفكر والإبداع، تعزيزا لإشعاع الجمعية ترسيخا لحضورها الفاعل والمؤثر.
كما شددت هذه التوصيات على ضرورة أن تواصل القناة الخاصة بالجمعية عملها، ومتابعة العمل لإحياء مكتبة الثانوية، وتجهيزها بشكل عصري ملائم، وإغنائها بالكتب المفيدة للتلاميذ والتلميذات، ذات العلاقة مع المناهج الدراسية، ومع آفاق التفتح الفكري والثقافي، باعتبارها فضاء للتواصل وتنمية الإبداع والابتكار.
الأستاذة خديجة شاكر رئيسة الجمعية بعد انتخابها عن الأمل في أن تواصل جمعية خريجات وخريجي مدارس محمد الخامس تحقيق أهدافها، ليس فقط حنينا للماضي المجيد وحفظا له، بل مساهمةً في تنمية الحاضر واستشراف المستقبل، لما فيه خير المدرسة الوطنية المغربية، وخدمة مستمرة للرقي بمدارس محمد الخامس وأجيالها المتعاقبة، ولنهضة مدرستنا القديمة، كمعلمة من معالم المغرب الحديث.