قالت صحافة تقديس القول" التبوني" المباح ولو أدرك شهرزاد الصباح وبدأ نهار لا يشبه كلام "النهار" التي يتماهى أحرار القبايل والأوراس باسمها الحقيقي المنتقى من كتاب الحيوان. رفقي بالحمار يمنعني من مقارنته بمن تخيل له أنه قادر على إفراغ البحر الأبيض المتوسط لإنتاج ماء صالح للاستعمال الفلاحي والبشري.
يتسع مجال الحقد المرضي لينصب على الأمم المتحدة وعلى من يصيغون القرارات والتوصيات وعلى من يصوتون في مجلس الأمن ويدعمون مشروع الحكم الذاتي بجنوب المغرب. حتى لجنة مهرجان السينما الدولي بمراكش نالت نصيبها من حقد الكراغلة الذين لا يمثلون أحرار الجزائر. من صوتوا لصالح الفيلم المغربي.... اعتبرتهم صحافة الكابرانات أو ما يسميه أحد الأحرار ب"صحافة بو دورو" لا يفقهون في فهم علم السينما. أوافقهم هذا الرأي. أعلم جيدا أن سينما العسكر في الجزائر تجاوزت كبار صناع الأفلام بالجزائر من أمثال صانع فرجة وإبداع فيلم "عمر كتلاتو" مرزوق علواش الذي حاز الكثير من الجوائز سنة 1976 والذي صور مجتمعا بتناقضاته وعلاقاته الإجتماعية بحبكة درامية متألقة.
جريدة النهار تعودت نهج "الحمار" في البحث عن الأخبار. شيئا من الحشائش اليابسة الموضوعة أمامها تزيد رغبتها في الكلام التي تفوح به مخلفات البقر والأغنام. شخصيا أشجع هذه الصحافة على الإستمرار في رفض كل ما له علاقة بالنجاح. وغشجعها على أن تظل وفية لكل الحقائق التي تصدر عن القائد الملهم الذي أفرغ البحر الأبيض المتوسط من ملوحته لخدمة شعبه.
وفي إنتظار أن تتحول الحماقات إلى دواء للحقد، يمضي المغرب في تنظيم الملتقيات الدولية في كل المجالات. وصل ملايين السياح إلى مناطق الزلزال بنواحي مراكش بمن فيهم وزراء المالية والإقتصاد بالعالم أجمع ورؤساء وأعضاء المؤسسات المالية بالقارات الخمس والآلاف من الخبراء العالميين وعبروا عن ثقتهم في مغرب" العز بين الأمم ". هذا الوصف الجميل لتعليق صحافي خليجي خلال الإحتفال بانتصارات المغرب بكثير من مباريات كأس العالم بقطر، كان من الممكن أن يقال في حق الفريق الجزائري لو تركوا جمال بلماضي يشتغل بعيدا عن العسكر. تدخلوا بكل الأشكال لحرمان شباب الفريق من أخذ فرصتهم في المونديال. المغاربة يحبون إخوانهم الذين يلعبون في منتخب الجزائر وعلى رأسهم رياض محرز الذي يمثل ذلك الجسر الإنساني الذي ربط ولا زال يربط الدم المغربي بالدم الجزائري. واللعنة على من خان العهد والوعد وظلم الأحرار واغتال من وهبوا الدماء كي تحيا الجزائر "فاشهدوا".