رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض: الاعلام شريك أساسي في تنزيل أهداف برامج التنمية

رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض: الاعلام شريك أساسي في تنزيل أهداف برامج التنمية عبد الإله البوزيدي رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض
أكد عبد الإله البوزيدي رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض، إن أهداف التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها بدون فسح المجال أمام وسائل الإعلام للقيام بدورها ومهامها، وجعلها شريكا أساسيا في مسارات تنزيل أهداف برامج التنمية، سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي أو الوطني، وأن تجارب عديدة أثبتت الانعكاسات الإيجابية لعملية إشراك وسائل الإعلام والاتصال وإدماجها في سياسات إنجاز وتنفيذ البرامج والمشاريع التنموية.
وقال البوزيدي الذي كان يتحدث في افتتاح المائدة المستديرة بعنوان "الإعلام ودوره في التملك الجماعي لرهانات التنمية الترابية والتعبئة التضامنية الوطنية" التي نظمها مجلس مقاطعة أكدال الرياض الأربعاء 29 نونبر 2023 بمناسبة اليوم الوطني للإعلام والاتصال، بمشاركة اعلاميين وأساتذة جامعيين وخبراء وأعضاء مجالس منتخبة بالرباط وممثلون عن عدد من المؤسسات المعنية بالقطاع التنموي والاجتماعي، إن اختيار هذا الموضوع، نابع من قناعة المجلس بالدور الذي يضطلع به الإعلام الوطني كرافعة للتنمية بأبعادها المختلفة، وكذا وظيفته في تحفيز التعبئة التضامنية لخدمة المجتمع وتعزيز تماسكه في لحظات الكوارث الطبيعية.
وأضاف عندما يكون التواصل فعالا حقا وفي قلب الاستراتيجيات التنموية، يصبح الإعلامُ قادرا على مساعدة الفاعلِ المحلي والوطني في إبراز أولويات التنمية، وتصميم البرامج والمشاريع، وتخطيطها، وتنفيذها، وتقويمها من خلال التفاعلات البناءة مع الساكنة عبر وسائط الإعلام والاتصال.
لذلك، أبرز البوزيدي، إن المسؤول عن تنفيذ وإنجاح البرامج التنموية، سواء على المستوى المركزي أو المحلي، يتعين عليه أيضا التخطيط لأنشطة الاتصال كجزء من استراتيجية شاملة تأخذ في الاعتبار توضيح الأهداف، وتحديد الجمهور المتلقي والمعني بهذه البرامج، وتصميم رسائل مُقنعة، واختيار قنوات الإعلام المناسبة، ومواكبة ردود الأفعال، والتعليقات والتغذية المتواصلة بالمعلومات والأخبار والمعطيات، واستخدام قنوات اتصال أخرى داعمة كوسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بغية الوصول إلى أفضل النتائج.
وعلى العكس، من ذلك فإن تجاهل هذه الوظائف للإعلام من شأنه خلق نوع من الارتباك والتشويش على مسارات تنفيذ المشاريع، ويفسح المجال أمام ترويج المعلومات والأخبار المضللة، وقد يضر بصورة المؤسسة ومصداقية الفاعل السياسي المحلي والوطني، لذا أعرب البوزيدي عن اعتقاده بأن كثيرا من المعطيات المتعلقة بالتملك الجماعي لرهانات التنمية الترابية والأوراش الوطنية الكبرى التي تشهدها معظم المدن والجهات، وفي مقدمتها عاصمة المملكة، الرباط، أصبحت في متناول المواطنين والرأي العام عبر التراب الوطني بفضل تغطية ومواكبة وسائل الإعلام الوطنية باختلاف منابرها المرئية والمكتوبة والمسموعة والرقمية.
وبفضل هذه المواكبة الإعلامية، عبر رئيس مقاطعة أكدال الرياض، عن اعتقاده بأن المواطن أصبح على دراية بتفاصيل وجزئيات هذه الأوراش، وخاصة منها الأوراش الملكية بمدينة الرباط، مما مكنه من التفاعل الإيجابي معها كما هو الشأن بالنسبة للمبادرة الوطنية للتنمية، والبنيات التحتية الأساسية على غرار المحطة الطرقية الجديدة، وأكاديمية محمد السادس للرياضة، وبرج وقنطرة محمد السادس، إلى جانب مشاريع الاستثمار على صعيد جهة الرباط سلا القنيطرة وبرنامج العمل لمجلس جماعة الرباط (2022- 2027)، ومشروع تصميم التهيئة الحضرية.
بعدما ذكر بما وصفه بنجاح الإعلام الوطني في تحفيز السلوك التضامني الوطني في اللحظات والظروف الصعبة التي عاشتها بلادنا أثناء كارثة زلزال الحوز، وقبلها مأساة الطفل المغربي ريان، وتداعيات فيروس "كوفيد 19"، أوضح أن وسائل الإعلام، ساهمت في خلق حالة من التضامن والتعبئة لإنقاذ الضحايا ومساعدة المنكوبين في الهزة الأرضية بإقليم الحوز والمناطق المجاورة.
وفي هذا الصدد، أشاد بالدور الحيوي الذي قامت بأدائه هذه الوسائل ويتجلى على الخصوص في جمع البيانات الأولية حول المصابين والأضرار والخسائر والمعلومات المختلفة عبر اللقاءات المستمرة مع المسؤولين المكلفين بتدبير الأزمة، وتشجيع أفراد المجتمع على التضامن والتبرع بما يلزم من مواد التغذية والمياه والملابس بالتنسيق مع السلطات المختصة، وهو ما أثار إعجاب العالم إزاء هذه الحركة التضامنية الاجتماعية على الصعيد الوطني، مما جعل هذه التجربة تظهر مدى الحاجة إلى هذه الأدوار الإعلامية التي يقوم بها المهنيون لجعل المجتمع قادرا على الصمود أمام الكوارث الطبيعية والتغلب على آثارها وأضرارها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
وبعد كلمتي كل من وزير الشباب والثقافة، ورئيس جامعة محمد الخامسة، تميزت المائدة المستديرة التي احتضنتها قاعة الندوات برئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط، ونشطها الكاتب الصحفي جمال المحافظ، بمداخلتي كل من عبد الحق بلشكر مدير جريدة اليوم 24 الذي تناول موضوع " الصحفي والجماعات الترابية، كيف يمكن بناء علاقة تواصلية فعالة لخدمة المواطن ؟ " ومريم بوتوراوت الصحفية بالإذاعة الوطنية، نائبة رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب التي ركزت على " دور الإعلام الوطني والمحلي في تعزيز التنمية الترابية من خلال نموذج تصميم التهيئة لمدينة الرباط".
وقارب المشاركون خلال المناقشة التي في أعقبت العرضين، دور الاعلام في التملك الجماعي للتنمية، مسلطين الضوء على دور الاعلام الوطني والترابي في تعزيز التنمية على المستويين المحلي والوطني وتوجيه الاهتمام لفرص الاستثمار المتاحة من جهة ودعم التعبئة التضامنية الوطنية أثناء الأزمات والكوارث من جهة ثانية فضلا عن تعزيز الحوار الفاعل السياسي والاعلاميين المهنيين والخبراء. كما أثاروا الانتباه إلى وظائف الاعلام محليا ووطنيا في مجالات تعزيز التنمية الترابية ودعم التعبئة التضامنية ودور وسائل التواصل الاجتماعي في مجال نقل المعلومات وتداول الأخبار حين وقوعها، وتصميم التهيئة لمدينة الرباط، على ضوء مدى نجاح عملية التواصل بشأنه مع الساكنة.