ملتقى الثقافة العربية بخريبكة.. منصة لتكريس الدبلوماسية الثقافية

ملتقى الثقافة العربية بخريبكة.. منصة لتكريس الدبلوماسية الثقافية جانب من اللقاء
أسدل الستار بمدينة خريبكة على فعاليات الدورة السابعة لملتقى الثقافة العربية، دورة الصحافي الكبير محمد الصديق معنينو، والتي نظمها منتدى الآفاق للثقافة والتنمية، بمناسبة الذكرى 48 لعيد للمسيرة الخضراء تكريسا لتعزيز الدبلوماسية الثقافية.
 
وشكلت هذه الدورة، نقلة نوعية في العمل الثقافي على مستوى إقليم خريبكة وجهة بني ملال خنيفرة، خاصة أن هذه الاحتفالية الثقافية، تكاد تكون الوحيدة من نوعها في المنطقة، والتي تقام بهذا الحجم، وبفقرات ثرية، تحرك المياه الراكدة في المشهد الثقافي بالمنطقة برمتها.
 
وتستدعي مثل هذه المبادرات، إلى جانب مبادرات ثقافية وفنية وإبداعية عديدة في إقليم خريبكة وجهة بني ملال خنيفرة، إلى دعمها دعما يليق بما يقدمه المجتمع المدني، من خدمات ذات الصلة.
 
والواضح أن جهة بني ملال خنيفرة، للأسف، لا تعير أي اهتمام إلى مثل هذه التظاهرات التي تستقطب أسماء ثقافية وإبداعية على الصعيد الوطني والعربي، حيث تضع كل طلبات دعم مثل هذه التظاهرات في سلة المهملات، ما يخلق نوعا من الإحباط في نفوس فعاليات المجتمع المدني، الأمر الذي يستدعي التفاعل مع الفعاليات، حتى تقوم بواجبها على أحسن وجه.
 
وشارك في الدورة السابعة للملتقى كل من مصر والجزائر، وتونس وليبيا، واليمن والسودان، فضلا عن فلسطين، وساحل العاج، وسوريا والعراق، وموريطانيا وعرب بريطانيا، فضلا عن المغرب البلد المنظم.
 
وتوجت الدورة باطلاق توصيات، لعل من ابرزها، مواصلة اللقاءات والندوات دفاعا عن القضية الوطنية للمملكة المغربية، وتعزيز الترافع الأكاديمي والفكري، وتقوية دور المجتمع المدني في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، من أجل المساهمة الفعالة والقوية لتسوية ملف الصحراء المغربية، في ظل الإشادة الواسعة التي يحظى بها مشروع الحكم الذاتي، الذي قوبل ويقابل بتأييد دولي كبير.
 
وشددت التوصيات على ضرورة الاحتفاء بالوجوه التي خدمت المملكة المغربية من خلال الاعتراف بعطائها المثمر، خاصة في المجال الثقافي والإعلامي والفكري، وإعطاء أهمية كبرى لجميع تلاوين الثقافة من خلال فسح المجال لمختلف أنواع الإبداع: (شعر، مسرح، تعلم الإنتاج الصحفي، إنشاد...) ما يجعل من الملتقى محطة لترسيخ القيم الحضارية والثقافية، ومنصة كونية للتعايش وإشاعة روح السلام بين الأمم والثقافات والشعوب..
 
كما نصت التوصيات على أهمية إشراك كافة العلماء والمفكرين، من مختلف أنحاء العالم، بهدف جعل الثقافة محطة لنبذ كل أشكال العنف والكراهية، وتعزيز  قيم التسامح بين كافة الأمم، إضافة إلى تكريس الثقافة الشفهية، والحفاظ على الهوية الوطنية والقيم التراثية والثقافية المغربية في علاقتها بنظريتها العربية والدولية.
 
كما دعت الى أهمية تكريس التعاون بين جميع فعاليات المجتمع من سلطة محلية وصحافة، ومجتمع مدني ورجال العلم من أجل تكريس هذه الثقافة، وتعريف ضيوف المنتدى على مختلف المؤهلات التي يزخر بها الإقليم والجهة (طبيعية وتراثية واقتصادية..) مع ضرورة الاعتناء بشلالات اوزود كواجهة سياحية عالمية، إلى جانب مواقع سياحية أخرى، كعين اسردون ومتاحف صخرية  وجيولوجية في المنطقة.
 
وشددت التوصيات على أهمية التعريف بحدود ظاهرة (اليوتبير) التي تفشت كثيرا في مجتمعنا من خلال استقدام أشهر المشتغلين بهذا المجال مثل الصحفي عماد فواز، والإعلامي وليد كبير، إلى جانب الإشتغال على جلب شخصيات وطنية أخرى بصمت اسمها في المشهد الوطني عن جدارة.
 
والتمست التوصيات أن تبصم الدورة  القادمة برعاية ملكية، على اعتبار أنها ستستضيف اسما وطنيا بارزا،  وهو الأستاذ محمد الشرقاوي المعروف بوطنيته الكبيرة.
 
وناشد المشاركون دعم منتدى الآفاق للثقافة والتنمية بكل الوسائل المتاحة للجهات المتخصصة والمؤسسات المهتمة، والعمل على توسيع مجال اشتغال الملتقى، نظرا لحمولته الثقافية والفكرية والإعلامية والاشعاعية.
 
في سياق متصل قالت رئيسة المنتدى ياسمين الحاج في تصريحها، أن الدورة أقيمت بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة والمجلس الجماعي بخريبكة وبتعاون مع المديرية الإقليمية لوزارة الشباب بخريبكة والخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط ، تحت شعار "دور الوسائط الحديثة في الديبلوماسية الموازية والدفاع عن القضايا الوطنية.
 
وأضافت أن الدورة، شهدت تنظيم ورشتين، الورشة التكوينية الأولى، حول صناعة المحتوى (مهارات صناعة الفيديو بالموبايل)، والتي أطرها الدكتور عادل أقليعي، أما الورشة التكوينية الثانية، فتمحورت حول طريقة صياغة الأفكار والموضوعات بما يناسب تغيرات الرأي العام كطرف منتج للأخبار والأحداث، وهي من تأطير الصحفي المصري عماد فواز.
 
وكرمت الدورة أربعة أسماء ثقافية وإعلامية، ويتعلق الأمر بكل من حامل اسم الدورة الصحافي محمد الصديق معنينو، كتكريم رسمي، وتكريمات وازنة أخرى، لكل من الإعلامي وليد كبير من الجزائر، والصحفية فاطمة تواتي، والصحفي المصري عماد فواز، ثم الكاتب والناقد الدكتور سعيد يقطين، مع حضور عبد العزيز كوكاس، والذي شكل إضافة نوعية للملتقى بحضوره ومشاركته القيمة.
 
وشهدت الدورة، التي تميزت بعقد لقاء مفتوح مع الصحفي محمد الصديق معنينو أطره الصحفي خالد التايب، وتنظيم معرض للفنون التشكيلية، ومعروضات أرشيف المنتدى منذ التأسيس، مع تنظيم أمسية شعرية بفضاء ريحانة لمفاسيس ألقيت فيها قصائد شعرية من طرف الشاعرة التونسية هاجر بن حسين والزجالة المغربية فاطمة بصور والشاعرة نعيمة الرامي والشاعرة مينة حسيم، نشطها الإعلامي الصحفي محمد خجلي  تخللتها عروض موسيقية وغنائية.
 
وتوجت الفعاليات بزيارة سياحية إلى منتزه شلالات أوزود، حيث  قدمت بالمناسبة كلمات أثنت على أهمية هذه التظاهرة الثقافية، منها كلمة رئيسة المنتدى ياسمين الحاج ورئيس الجماعة الترابية، مرحبين بالضيوف، ليكون مسك الختم أمسية شعرية، ولحظات ممتعة لاستكشاف سحر الشلالات التي تعتبر مركزا مبهرا وشاعريا لا يوصف.
بهذا تكون ياسمين الحاج، من خلال هذه الدورة قد خطت بيراع التميز، والتفرد، صفحة من صفحات خلق الحدث الثقافي في إقليم خريبكة والجهة، رغم شح الدعم، ما يستدعي من المسؤولين، دعم مثل هذه المبادرات، لأن الهدف سامي ونبيل هو المساهمة في خدمة التنمية المحلية الثقافية والفنية.