الحرب التي استمرت شهرا ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والتي نفذت فيها إسرائيل ضربات جوية وقصفا بالمدفعية وعمليات برية وشن فيها النشطاء هجمات صاروخية وأخرى عبر الأنفاق خلفت أكثر من ألفي قتيل فلسطيني معظمهم مدنيون إضافة إلى 64 جنديا وثلاثة مدنيين من الجانب الإسرائيلي.
وهذا هو أكبر عدد للقتلى يسقط في قتال في غزة منذ انسحبت إسرائيل من جانب واحد من القطاع عام 2005، وشهدت الحرب الأخيرة أحداثا اتهمتها فيها الجماعات الحقوقية بالاستخدام المفرط للقوة أو بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية.
وعلى الجهة الأخرى أطلقت حماس صواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية بشكل عشوائي واتهمها البعض باستخدام المدنيين دروعا بشرية وتنفيذ هجمات من نقاط قريبة من مستشفيات ومن سيارات إسعاف ومن داخل مناطق ذات كثافة سكانية عالية.
وسقط 25 قتيلا حين أصابت قذائف المدفعية الإسرائيلية مدرستين تديرهما الأمم المتحدة كانتا تستخدمان كملاجيء كما قتل أربعة فتية في قصف أصابهم أثناء لهوهم على أحد الشواطيء.
وقالت إسرائيل إن المنطقة المحيطة بالمدرستين كانت تستخدم في إطلاق صواريخ - وقد عثر على صواريخ في ثلاث مدارس خاوية تابعة للأمم المتحدة- ووصفت موت الفتية بأنه "نتيجة مأساوية" لعمل كان مقاتلو حماس هم المستهدفون فيه.
ورفض شاباس الخوض في مسألة أي الأحداث في الحرب سيخضع لتحقيق مكثف ، قائلا إن تشكيل اللجنة يجب أن يستكمل أولا. لكنه أوضح أن التحقيق سيكون موسعا شاملا لكل الجوانب.
وقال إن إسرائيل قدمت بالفعل تفسيرات "مقتضبة ولكنها ذات مغزى" لبعض أفعالها. والهدف هو الحصول على تفاصيل أكثر وتوضيحات من كل الجوانب.
ومضى قائلا "عندما نرى فتيانا يقتلون على شاطيء قد لا يكفي أن نقول إننا كنا في حالة دفاع عن النفس وكنا نحاول تقليل الخسائر المدنية لأدنى حد... نحن بحاجة لتفاصيل أكثر كي نفهم."
*"متملق ذليل" لإيران
من وجهة نظر الحاخام بوتياك .. ما من شيء يمكن لشاباس أن يقوله كي يحظى تحقيقه بمصداقية.
ذلك الرجل الذي وصف يوما نتنياهو بأنه "أكبر تهديد لإسرائيل" والذي أعلن أنه هدفه "المفضل" للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية لا يصلح في عيون معظم الإسرائيليين لأن يلعب دور المحقق المستقل.
وزاد اشتراكه في رعاية مؤتمر لحقوق الإنسان عقد في إيران عام 2011 مع منظمة، وصفها بوتياك ،بأنها "أصولية ومناهضة للسامية" من غضب منتقديه.
وقال الحاخام، المقيم بالولايات المتحدة، في مقابلة :"شخص مثل وليام شاباس له سجل مؤكد من الانحياز وكان ورقة توت ومتملقا ذليلا للنظام الإيراني لا يتمتع بمصداقية تتيح له أن يكون حكما في أي لجنة لحقوق الإنسان."
وتابع "لو كانت لديه أي حصافة لأنقذ نفسه. هو لا يحب إسرائيل ويكره رئيس وزرائها."
ولم يكن نتنياهو بمعزل عن الجدل وقال إن تحقيق شاباس تم إعداده بالفعل.
وقال الأسبوع الماضي "ما من شيء يمكنهم البحث عنه هنا. كان عليهم الذهاب إلى دمشق وبغداد وطرابلس."
ومن الجوانب التي تثير حفيظة إسرائيل شعورها بأنها محط تركيز مبالغ فيه في كل صغيرة وكبيرة وأن تحقيقات الأمم المتحدة السابقة وأشهرها تقرير جولدستون في حرب غزة في 2008-2009 ركزت على إسرائيل أكثر بكثير مما ركزت على انتهاكات حماس.
وبعد مرور أكثر من عام على نشر التقرير نأى القاضي ريتشارد جولدستون بنفسه عن بعض نتائجه قائلا إنه اقتنع بعد معلومات قدمتها إسرائيل لاحقا بأن جوانب مما خلص إليه التقرير الأصلي كانت خاطئة.
أما شاباس فأبدى أمله في ألا تكرر إسرائيل ما فعلته مع تحقيق جولدستون حينما رفضت التعاون معه.
وأضاف "قال جولدستون أساسا: لو كنت أعرف ما أعرفه الآن عن مسائل معينة لاختلف ما خلص إليه تقريري."
وتابع "هذا قول مقنع جدا لتشجيع إسرائيل على التعاون مع هذا التقرير. فإن كانت ترى أن من غير المجدي أو المفيد أن تتعاون فقد قال قولا حسنا ينبغي وضعه في الحسبان."