شارك في هذه الندوة السينمائية، التي سيرها المخرج مجاهد جبير، كل من محمد اوبلا عبد الكريم بمداخلة حول "الوثائقي بين التسجيلات والقيم الجمالية"، إذ تطرق للعديد من القضايا التي همت خصوصية الفيلم الوثائقي، وأهمية السيناريو، والمونتاج في الفيلم الوثائقي، مبرزا الأهمية القصوى التي تلعبها الفكرة في الرقي بالفيلم الوثائقي، وتحسين جودته، وجعله قريبا إلى الجمهور وتطلعاته الفرجوية.
من جانبها تناولت الباحثة مريم الفرجي، الموضوع من زاوية مغايرة تحدثت خلال أطروحتها عن الواقع من منظور السينما الوثائقية، في ظل "مدخل لأبعاد الواقعية في صناعة الفيلم الوثائقي"، كما عالجت الموضوع من اتجاهات أخرى، خاصة على مستوى روح الواقعية في الفيلم الوثائقي باعتبارها نسبية وليست مطلقة.
أما الباحث ياسين أيت فقير، فقد تمحورت مداخلته حول "الواقعية في الخطاب الفيلمي الوثائقي"، متخذا من عمر شهيد الرأي نموذجا، حيث تطرق إلى بداية ظهور السينما التي هي في الأصل وثائقية مع الأخوة لوميير، ثم عرج على عدة محطات فيلمية وثائقية، فضلا عن التركيز على أهمية الفيلم الوثائقي في معالجة بعض المواضيع التي ظلت مغيبة في الفيلم الروائي.
بدوره أدلى الباحث المصطفى أفقير بدلوه الحواري في محور الندوة، حيث ركز على عنصر اللقطة المكبرة في الفيلم ألوثائقي لدى المخرج حكيم بلعباس من الامتلاء البصري إلى اللامرئي، وقد شكلت قراءته الفنية، نقلة نوعية في الصورة الوثائقية لدى المخرج بلعباس، التي يقدمها للجمهور حكايا سينمائية، مليئة بالرموز والصمت الشاعري والإبداع.
وتوجت الندوة الأكاديمية، التي استحسنها الجمهور والمتتبعون، بنقاشات مفتوحة، تم خلالها طرح العديد من الأسئلة المحورية، التي لامست في العمق موضوع الفيلم الوثائقي، الذي هو محور هذه التظاهرة السينمائية، في علاقته بالنسق الواقعي ومدى اهتمام المخرجين والمهنيين بهذا الطرح، الذي يبقى مفتوحا على كثير من الأسئلة والأجوبة والبحث والتقصي، في أفق إثراء المجال الفيلمي الوثائقي، ونقل صور أكثر واقعية وحيوية وقريبة من نبض المجتمع والإنسان، بطريقة إبداعية راقية تجعل من الفيلم الوثائقي معالجة حلاقة للواقع.
ويرتقب أن تختتم هذه التظاهرة السينمائية في حلتها الجديدة، يوم غد الخميس 23 نونبر الجاري، بإعلان الجوائز على المتبارين ارفعها الجائزة الكبرى، احتفالية سينمائية تعقدها جمعية الفيلم الوثائقي بزاكورة، بدعم من عدد من الشركاء كالمركز السينمائي المغربي، والمجلس الإقليمي لزاكورة وجهة درعة تافيلالت، بهدف تنويه الخطاب الثقافي والفني بالمنطقة ، وترسيخ ثقافة سينمائية وثائقية لدى أجيال المستقبل.