ظروفي الصحية لا تسمح لي بأن تكون رسالتي على وسائل التواصل الإجتماعي صوتا وصورة، ولأن الأمر يتعلق بتدبير الشأن العام وأنتم وزيرا ، وحيث أنكم أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة مكونا لحكومة أخنوش ، وجدتُ نفسي مضطرا للكتابة من خلال رسالة مفتوحة لإشراك الأمة المغربية في معرفة فحوى ما تتضمنه سطوري المتواضعة.
وكما يعرفني الوسط الإعلامي من زملاء ومتابعينا الكرام، أنني لا أُساوَم ولا أبحث عن أظرفة مقابل الصمت والسكوت أو إقناع آخرين بالتصفيق، ولست تكسبيا كمن باع نفسه راضخا في خدمة التمويه من كتاب الكلمات الزائفة والأعمدة المتناقضة مع الواقع.
عندما استضفتك السيد عبد اللطيف وهبي في برنامج دردشة على راديوكوم 24 من الولايات المتحدة الأمريكية، وأنت في غمرة حملتك الإنتخابية وترشيحك لرئاسة حزب الأصالة والمعاصرة، وجدتُ في خطابك ذلك المناضل المشاكس الذي حمل في دمه تجربة نضالية يسارية أستمدت من تأطير قياديين كبارمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، بل صفقت لك ولمبادئك ساعتها، ورأيت فيك رجل المرحلة وأنت تطالب عزيز أخنوش بإرجاع 17 مليار درهم إلى خزينة الشعب، وأبهرت الجمهور برفضك أن تكون وزيرا تحت قيادة عزيز أخنوش ( الأحرار ) أو أي حزب آخر، على أساس أنك أمين عام لحزب سياسي عالي المستوى، وكل هذا الخطاب كان يستحق التشجيع والتنويه، وكنت أول من شجع ونوه، وأكثر من ذلك دعمت الحزب في مساره.
السيد عبد اللطيف وهبي، الأمر الغريب والغير مقبول أنك غيرت مواقفك النبيلة، وأبنت عن خنوعك ساعة طلبك بنفسك أن تكون وزيرا في حكومة عزيز أخنوش، علما أن الأخير – أخنوش – كان مترددا شيئا ما لكن الوصفة السحرية التي تسلمها كانت سيفا دو حدي ، فقبل مكون الأصالة والمعاصرة للحكومة واقترحكم وزيرا للعدل وهو يعلم جيدا بأن اختصاصات وزير العدل لم تعد على عهد سابقها وأنه تم تقليصها لتصبح إدارة لوجستيكية وتدبيرية للمصلحة الإدارية القضائية وجزء بسيط من الإدارة الجنائية في تقديم مشاريع القوانين.
ثاني إثنين أنك السيد عبداللطيف وهبي، حسب سنتين من ولاية الحكومة وأنت وزير للعدل، ظهرت كحارس مذلول، مهان وإمعة بعد أن كنتَ معارضا شرسا لك موقف يقتدى به نحو رجال المال والأعمال ولوزير الفلاحة سابقا السيد أخنوش.
وأنت وزير للعدل، ليس بيدك أي سلطة على القضاء، بل وزير يتلقى الضربات وناطقا بالزلات وغارقا في ضلال الملفات وحائرا بين الصواب والأخطاء، إنها كما يقال بدارجتنا " ضربة معلم " صنعها أخنوش لك، إنتقاما منك على ما كنت تقوله عليه وعلى حزبه، فجعلك عصفا مأكولا من خلال تدخلاتك في كل شيء، فلبست الدونية وأصبحت حديث المواطنين في البيوت والشارع والمجتمع المدني وحتى الأحزاب المغربية بأغلبيتها ومعارضتها حطت من شخصك في كل خرجاتك الإعلامية والبامية .
ياوزير العدل، هل أنت مقتنع بما يلفظه لسانك، ويتحول إلى ملولوج تهريجي لعدم معرفتك بالأمور وجهلك لمنصبك وحقيبتك، أم أنت راضي بدورك وتشخيصك في حماية رئيس الحكومة من كل انتقاذ، شريطة استمرارك وزيرا ينفد المصائب التي تشرعنها المؤسسات المالية باسم البرامج والمشاريع مقابل القروض والديون.
يا وزير العدل، لم تستفد من هجومك على السادة المحامين، حيث أقاموا ضدك وقفات إحتجاجية وطالبوك بالرحيل والإقالة، وحاربت أبناء الوطن من خلال مباراة الدخول إلى مهنة المحاماة، وبدون تفاصيل تعلم جيدا إخفاقك، وقسوتك على الآخرين لكون قلبك لا ينبض إلا مع القضايا الرابحة وترويج الحسابات البنكية ،واليوم اختلط عنك الأمر، ودخلت معركة التعليم والأساتذة، معركة لا تفرق فيها بين الألف والزرواطة أو لون "التقاشر"، نعم دعمت السيد " شكيب" وليس وزيرالتربية الوطنية والرياضة وحاولت بأسلوب الثعالب تخوين الأساتذة بلي دراع الدولة، واعتبرت نفسك ممثلا للدولة وتدير قضايا الدولة ونسيت تدبير الملفات من تحتها، فكان ولابد من إثارة قولك بأن إمارة المؤمنين إسلام سياسي، مايفيد أنك وزير للعدل لا تفقه دستورالمملكة خاصة الفصل 41 منه ، ما يؤكد ثورتك - تحت الطلب - على المقومات الأساسية والثقافة المغربية والإسلام دين المملكة، ولم تأتي بجديد بل كنت منفد وناقل لأجندات خارجية وتكريس لاتفاقية سيداو.
يا وزير العدل عبد اللطيف وهبي، كن على علم بأن جميع وزراء العدل كانوا في مستوى تدبير الشأن العام، وكل واحد كانت له كريزماه، وكانوا يحترمون المواطنين ، ما جعل المواطنين يحترمونهم ويكنون لهم التقدير.
يا وزير العدل، إننا ننتظر من ملك البلاد إقالتك والسيادة للأمة دستوريا وليس للحكومة، فيكفي ياوزير أن المجهودات التي بُدلت في عهد جلالته ضربتَها عرض الحائط خرقا للقانون وتراميا على الدستور متمسكا بالعلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج وضعيفا أمام الشواذ والسحاق، ويبقى السؤال مع أي دولة تشتغل ...؟
فاصل ونواصل