محمد سالم بايشى: هذا ما ينبغي فعله على وجه الاستعجال لتجاوز الاحتقان بقطاع التعليم

محمد سالم بايشى: هذا ما ينبغي فعله على وجه الاستعجال لتجاوز الاحتقان بقطاع التعليم محمد سالم بايشى
النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬الجديد‭ ‬خلق‭ ‬توترا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬التربوية‭ ‬بدت‭ ‬آثاره‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬صدوره‭ ‬بشكل‭ ‬أثر‭ ‬فعليا‭ ‬على‭ ‬الموسم‭ ‬الدراسي‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬شهوره‭ ‬الأولى،‭ ‬وينتظر‭ ‬إن‭ ‬استمر‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬حاله‭ ‬أن‭ ‬يعرقل‭ ‬السير‭ ‬الدراسي‭ ‬ويهدر‭ ‬زمن‭ ‬التعلم‭ ‬بشكل‭ ‬سيصعب‭ ‬تداركه‭ ‬كلما‭ ‬طال‭ ‬أمد‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬والاضرابات‭.‬

وسؤال‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬اليوم‭ ‬سؤالا‭ ‬ذا‭ ‬معنى،‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬استخلاص‭ ‬الدروس‭ ‬استقبالا،‭ ‬فمقارنة‭ ‬بصدور‭ ‬النظامين‭ ‬الأساسيين‭ ‬السابقين:‭ ‬نظام‭ ‬1985،‭ ‬ونظام‭ ‬2003،‭ ‬رغم‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬لكل‭ ‬منهما،‮ ‬وتضرر‭ ‬بعض‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المقتضيات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجو‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬استقبل‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬بالإيجابي‭ ‬لما‭ ‬تضمناه‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬محفزة،‭ ‬مع‭ ‬إجراءات‭ ‬مواكبة‭ ‬همت‭ ‬تحسين‭ ‬الوضعية‭ ‬المادية‭. ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬أخذنا‭ ‬النظام‭ ‬الحالي،‭ ‬فتقريبا‭ ‬لا‭ ‬نكاد‭ ‬نجد‭ ‬فئة‭ ‬راضية‭ ‬عنه،‭ ‬فحتى‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬نفسها‭ ‬متضررة،‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تلمس‭ ‬إجراءات‭ ‬آنية‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬وضعيتها‭ ‬المادية‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬التي‭ ‬تطلبه‭ ‬إعداد‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬قبل‭ ‬اعتماده‭ ‬ليس‭ ‬هينا،‭ ‬بل‭ ‬تم‭ ‬تمديده‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬سنة،‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬المركزيات‭ ‬النقابية‭ ‬بما‭ ‬يعطي‭ ‬الانطباع‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مقاربة‭ ‬تشاركية‭ ‬في‭ ‬الإعداد،‭ ‬ليتضح‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬النقابات‭ ‬المشاركة‭ ‬بدرورها‭ ‬غير‭ ‬راضية‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬سؤال‭ ‬حكامة‭ ‬القطاع،‭ ‬ومدى‭ ‬قدرة‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬القرارات‭ ‬الأحادية‭ ‬الجانب‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬التعليم‭.‬

فما‭ ‬العمل‭ ‬الآن؟‭ ‬هل‭ ‬نبقى‭ ‬متلاومين،‭ ‬أم‭ ‬نبدأ‭ ‬خطوات‭ ‬جدية‭ ‬نحو‭ ‬حلول‭ ‬عملية‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬المدرسة‭ ‬المغربية‭ ‬العمومية‭ ‬والمتعلمين‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬خدماتها؟

في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬أولى‭ ‬الخطوات‭ ‬هي‭ ‬تجاوز‭ ‬شد‭ ‬الحبل،‭ ‬والنظر‭ ‬لمصلحة‭ ‬التلاميذ‭ ‬والمنظومة‭ ‬التربوية‭ ‬التي‭ ‬تنوء‭ ‬بمشاكل‭ ‬كثيرة‭ ‬ولا‭ ‬قبل‭ ‬لها‭ ‬بإضافة‭ ‬أخرى‭. ‬فلا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬الاستماع‭ ‬لمطالب‭ ‬الفئات‭ ‬المتضررة،‭ ‬والاستجابة‭ ‬للعادل‭ ‬منها،‭ ‬فضلا‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬آنية‭ ‬لتحسين‭ ‬وضعية‭ ‬مختلف‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬حتى‭ ‬ينخرط‭ ‬الجميع‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬الإصلاح‭. ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مبادرة‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬ببعض‭ ‬النقابات‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬‭ ‬فالموضوع‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تدخل‭ ‬استعجالي‭ ‬لا‭ ‬إلى‭ ‬تسويف‭.‬
 
محمد سالم بايشى/ مفتش تربوي سابق وخبير تربوي