يقول: "إدغار موران" أن ثقافة القرن العشرين ولدت الهمجية ولا يمكن معالجتها الا بترياق ثقافي..وأنا أقول: لا يمكن معالجتها إلا بالعلم النافع والتربية والتزكية والأخلاق الحميدة، ومن خلال هذه القيم يمككنا أن نعيد البشرية اليوم إلى رشدها، فهذا مشروع قرآني وإنساني عظيم يتعين القيام به قبل فوات الأوان، يقول سبحانه: " هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍ" .
وختاما، يجب على عقلاء العالم ومنظماته الحقوقية والسياسية والإجتماعية والثقافية والدينية وجميع الدول التواقة إلى العدل والحرية والكرامة والسلم والسلام والأمن والأمان أن يقوموا لله قومة واحدة للتعبير عن إدانتهم عن شكل ونوعية هذه الحروب المعاصرة الوحشية المدمرة التي أصبحت متجاوزة وغير مجدية في حل الخلافات والنزاعات بين الأمم والشعوب اليوم؛ بحيث أصبح الأبرياء العزل من المدنيين والأطفال والنساء والعجزة والمرضى وقودها وحطبها؛ لهذا أطالب الأمم المتحدة وأهل الحل والعقد فيها بتجريم هذه الحروب البربرية ومنعها، مع إغلاق جميع الشركات الدولية المصنعة للسلاح والعتاد الحربي كيفما كان نوعه خفيف أم ثقيل، كما نطلب من رجال الدين (مسلمون- مسيحيون- يهود..) في العالم بإصدار فتاوى تجرم وتحرم الحروب؛ لأنها أصبحت خطرا وضررا على البشرية جمعاء، ودين الله تعالى يحرم الضرر والظلم والجور والتعدي والإفساد في الأرض، والحروب اليوم أصبحت من عوامل وأدوات الإفساد في الأرض، وهذا يتنافى والقيم الدينية التي جاء بها أنبياء الله ورسله منهم موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، يقول تعالى "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها.. " والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .