إدريس الأندلسي: "أنا اللي مات وأنا اللي عزى".. نعمان لحلو وغزة 

إدريس الأندلسي: "أنا اللي مات وأنا اللي عزى".. نعمان لحلو وغزة  نعمان لحلو
الفن وعي باللحظة وبالروح
وبالمكان والزمان والمحيط
وبالحب والألم والأمل
هذا هو نعمان لحلو الذي لا يطيق تحمل الصدمات دون أن يحولها إلى نغمات تصدح بكلمات في ظلمة عنف تحفه عنايات دول غرب لم تعد تخفي أنها لا زالت تستثمر في الإستعمار عبر قول نعم للظلم والتدمير والاغتيالات.
" أنا غزة  رمز العزة" صرخة ضمير" في زمن غاب فيه ضمير من يديرون العالم
 ويصنعون الحروب. تاريخ قوى الشر مليء بالعيوب والثقوب رغم وجود قوانين
 ومؤسسات أممية ومحاكم ضد جرائم نفي و تدمير الشعوب. 
بكلمات قوية المعنى والتعبير لسعيد الإمام تبدأ غزة في وصف ما تعيشه من طوفان وغضب وضياع. أغنية إختار نعمان أن يكتب جملها الموسيقية على إيقاع خطوات تقود جثة طفل وامراة وشيخ وطبيب  وسائق سيارة إسعاف إلى معانقة تراب وطن بكثير من العزة. أكاد أقول أن الفنان يغني بصوت مبحوح بالألم وهو يمشي خلف نعش ضحية و يكلم روحها التي بدأت تحلق في سماء رغم غياب الماء والكهرباء  والدواء والحق في الحياة. 
" أنا غزة،  رمز العزة،  أنا اللي مات، و أنا اللي عزى" ترسم لوحة فنية بالأبيض والسواد لتعزل الشر في منطقة الشر الذي لا يقدر على قتل الإيمان بقضية الحرية رغم الدمار. الإيقاع جنائزي واللحن يكاد يقول أن الوقت لا يتسع للبكاء
والعويل والعرب الصوتية. التعبير عن الألم بوعي ووصف القاتل بالجبان عبر الصوت المتماسك الذي يؤرخ لجريمة ضد الإنسان.  هكذا حمل نعمان لحلو سلاح الفن ليدخل معركة غزة وينهال بالضرب على الضمائر الميتة وعلى الجبناء الذين يستخدمون أسلحة الدمار الشامل على شعب في أرض تضم مليوني نسمة. ويؤكد الفنان أن عنف السلاح وقوة النيران وشهود الزور لا يغيرون الحق والتاريخ المحفور على الصخور وأن النصر حليف مقاوم ومناضل رغم الظلم والقصف والدمار لأن روح المقاومة تؤمن بأن "غزة رمز العزة " إلى الأبد.