وعند حديثه عن الترافع الأكاديمي استحضر الأستاذ بنطلحة الدكالي دور الجامعة المغربية في الترافع عن قضية الصحراء المغربية،،ومدى مساهمتها في رفع اللبس الحاصل في ضبط وتوظيف المفاهيم المستعملة والتي قدمت فهما منطقيا وواقعيا لنصوص القانون الدولي،حيث أن الجامعة المغربية تمكنت من مراكمة مجموعة من الأبحاث والدراسات المتخصصة للتصدي للمغالطات والأوهام التي يروجها أعداء الوحدة الترابية،مؤكدا أن الجامعة المغربية منخرطة في نشر الوعي المعرفي الذي يبرهن على عدالة ومشروعية قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية،وانخراط الجامعة المغربية في تكوين الباحثين وتأهيلهم من أجل تشكيل جبهة ترافعية قادرة على الترافع في الأوساط الأكاديمية الأجنبية ودوائر التأثير في القرار السياسي والرأي العام الدولي بالعلم والقانون.
وعند حديث الأستاذ بنطلحة عن آليات الترافع، بين أن هذا الأخير علم وفن له أسسه وإوالياته مذكرا الحضور أنه يعتمد على مجموعة من المهارات والمعارف والتكوينات واللغات حتى يمكنك أن تكون مرافعا ناجحا،مع ضرورة إتقان فن الرد وحضور البديهة وقوة الشخصية وسعة الإدراك حتى لايقع المترافع في أخطاء تاريخية أو قانونية،مضيفا أن الترافع هو الاحتكام إلى الشئ وتقديم الحجج والتبريرات اللازمة من أجل إقناع الطرف الآخر.
وقد أكد الأستاذ بنطلحة الدكالي على ضرورة تأسيس مشروع وطني قائم على ضرورة التكوين في ميدان الترافع من أجل الدفاع عن مشروعية وعدالة قضيتنا الوطنية وأن يكون هناك مشروع يعتمد على برنامج عمل من أجل رفع القدرات في مجال الترافع وامتلاك مجموعة من التقنيات والمهارات في ميدان الترافع،وقد حاول الأستاذ الدكالي أن يتطرق إلى عدد مهم من هذه الآليات.
وقد حذر الأستاذ بنطلحة من الترافع في الوقت الميت أو مايسمى بخطأ التوقيت،حيث أن الترافع يجب أن يكون استباقيا وليس مجرد عمل إطفائي.
إن الترافع يقول الأستاذ المؤطر يعتمد على استراتيجية الفعل وليس على ردود الأفعال ضمن رؤية استشرافية ودراسات معمقة منفتحة على كل الاحتمالات والانعكاسات،مذكرا أن الديبلوماسية المغربية الواقعية والاستراتيجية تسير في هذا الاتجاه الإيجابي من أجل خدمة القضية الوطنية وفق رؤية استراتيجية سديدة رسمها ملك البلاد مما أدى إلى انتصارات متتالية للقضية الوطنية آخرها القرار2703الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي شكل صدمة لأعداء الوحدة الترابية،والذي أكد أن الحل النهائي لايمكن أن يكون إلا حلا سياسيا وواقعيا وعمليا ودائما وقائما على التوافق.
وفي الختام ذكر المتحدث أن المغرب يسير بخطى واثقة إلى الأمام على غرار الخصوم الذين يراكمون الأخطاء المنافية للشرعية والقانون الدولي.
وقد تميز هذا اللقاء الأكاديمي المفعم بالروح الوطنية مشاركة الحضور في نقاش مسؤول وبناء منتصرا للقضية الوطنية،حيث انتهى اللقاء بالترديد الجماعي للنشيد الوطني.