عصام لعروسي: البوليساريو تلعب فـي السمارة آخر مشهد من "رقصة الديك المذبوح" 

عصام لعروسي: البوليساريو تلعب فـي السمارة آخر مشهد من "رقصة الديك المذبوح"  الدكتور عصام لعروسي مختص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية
يفكك الخبير في الدراسات الاستراتيجية والأمنية عصام لعروسي تمظهرات البوليساريو بكونها "حركة إرهابية" جسدتها سيروة تاريخها وممارساتها في منطقة الساحل ودول جنوب الصحراء.                                       
ويوضح الدكتور لعروسي، في حوار مع "أنفاس بريس"، كيف يمكن للمغرب وقواه أن تفضح ممارسات البوليساريو الارهابية وتضيّق الخناق على كيان وهمي يدقّ آخر مسمار في نعشه بعد أحداث السمارة الأخيرة التي عرته وفضحته.
 
 
 
البوليساريو‭ ‬ليست‭ ‬مرتبطة‭ ‬بما‭ ‬حصل‭  ‬ويحصل‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬إرهابية‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الإرهاب‭ ‬متأصّل‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬نشأة‭ ‬وجينات،‭ ‬من‭ ‬اختطاف‭ ‬المدنيين‭ ‬والرحل‭ ‬والبدو،‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الجنوبية،‭ ‬والأجانب‭ ‬من‭ ‬إسبان‭ ‬وأمريكيين‭ ‬لسنوات‭ ‬خلت،‭ ‬وليس‭ ‬وليد‭ ‬أحداث‭ ‬السمارة‭ ‬فقط‭. ‬ما‭ ‬تحليلك‭ ‬لذلك؟
تكشف‭ ‬أحداث‭ ‬السمارة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬إشاعة‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬فهذه‭ ‬الميليشيات‭ ‬والحركة‭ ‬الإرهابية‭ ‬تأكد‭ ‬مجددا‭ ‬ارتباطها‭ ‬بحركات‭ ‬وجماعات‭ ‬متطرفة،‭ ‬وبدون‭ ‬شك‭  ‬بالجزائر‭ ‬الدولة‭ ‬الداعمة‭ ‬لها‭. ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬الانفصالي‭ ‬المشبوه‭ ‬يهدد‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلخلة‭ ‬التوازنات‭ ‬الأمنية،‭ ‬وممارسة‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬"حرب‭ ‬العصابات"،‭ ‬والضربات‭ ‬الخاطفة،‭ ‬واستخدام‭ ‬أساليب‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬قانونية‭  ‬عبر‭ ‬توظيف‭ ‬الحرب‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬وخرقها‭ ‬لكل‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الفصيل‭ ‬الإرهابي‭ ‬لا‭ ‬يتوانى‭ ‬عن‭ ‬اختطاف‭ ‬المدنيين‭ ‬وإرهابهم‭ ‬واحتجازهم‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭. ‬بل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬أشارت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الأممية‭ ‬إقدام‭ ‬البوليساريو‭ ‬على‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬المينورسو‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬اسلوب‭  ‬الحرب‭ ‬الهجينة‭ ‬هو‭ ‬الأسلوب‭ ‬المتبع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحركة‭ ‬الانفصالية‭ ‬باستغلال‭ ‬للحيّز‭  ‬الجغرافي‭ ‬الجزائري‭ ‬لمهاجمة‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬الحدود‭ ‬والمناطق‭ ‬العازلة‭ ‬التي‭ ‬تعتبرها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬محرمة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭.‬
وبالتالي‭ ‬عملية‭ ‬السمارة‭ ‬تعتير‭ ‬تهديدا‭ ‬للأمن‭ ‬والسلم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يكشف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الإرهابي‭ ‬يعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬البوليساريو‭ ‬ككيان‭ ‬سرطاني‭ ‬يهدد‭ ‬المغرب‭ ‬ودول‭ ‬الجوار‭ ‬الافريقي،‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬التصدي‭ ‬له‭ ‬واعتباره‭ ‬تنظيما‭ ‬إرهابيا‭.‬
 
حتى‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬لم‭ ‬اسلم‭ ‬من‭  ‬عن‭ ‬الترويع‭ ‬والتخويف‭ ‬والإرهاب‭. ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬فرّت‭ ‬من‭ ‬هناك‭ ‬بجلدها‭ ‬مما‭ ‬يحصل‭ ‬من‭ ‬إرهاب،‭ ‬وأخرى‭ ‬بقيت‭ ‬معتقلة‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭ ‬الذل‭ ‬ما‭ ‬تعليقك‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يحصل؟
بالتأكيد‭ ‬أن‭ ‬نشأة‭ ‬مخيمات‭ ‬البوليساريو‭ ‬هي‭ ‬نتاج‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬البوليساريو‭ ‬من‭ ‬اعتقالات‭ ‬بالمناطق‭ ‬الجنوبية‭ ‬وساكنتها‭. ‬هذا‭ ‬التخويف‭ ‬والإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬مارسته‭ ‬هذه‭ ‬الميليشيا‭ ‬والممارسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬ارتكابها‭ ‬من‭ ‬قبلها،‭ ‬وما‭ ‬يروج‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬مثيرة‭ ‬لسجن‭ ‬الرشيد‭ ‬في‭ ‬المخيمات،‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬كونها‭ ‬أقرب‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬اجرامي‭ ‬وشبكة‭ ‬إرهابية‭ ‬تهدد‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬
 
إن‭ ‬الاعتقالات‭ ‬والتعذيب‭ ‬والتنكيل‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬يكشف‭ ‬هشاشة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الإرهابي‭ ‬الذي‭ ‬يضعف‭ ‬المنطقة،‭ ‬وصار‭ ‬عبئا‭ ‬ثقيلا‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعدما‭ ‬أنهى‭ ‬المغرب‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬واعتراف‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭.‬
هذه‭ ‬الميليشيا‭ ‬الإرهابية‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬تحتضن‭ ‬مخيمات‭ ‬اللاجئين‭ ‬والمحتجزين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ندد‭ ‬به‭ ‬المغرب‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬مرة‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقات‭ ‬دولية‭ ‬نزيهة‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭ ‬من‭ ‬فظاعات‭ ‬وتجاوزات‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المعتقلين‭ ‬والمحتجزين‭. ‬كما‭ ‬انفجرت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬داخل‭ ‬المخيمات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬أجنحة‭ ‬الانفصال‭ ‬وألويتها‭ ‬داخل‭ ‬البوليساريو‭ ‬نفسها،‭ ‬كما‭ ‬ترفض‭ ‬فئات‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬المخيمات‭ ‬والممارسات‭ ‬الفاسدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النخبة‭ ‬الحاكمة‭ ‬من‭ ‬نهب‭ ‬وإرهاب‭ ‬وفساد‭ ‬وسرقة‭ ‬المساعدات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجسد‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬من‭ ‬داخلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نخبة،‭ ‬تستنزف‭ ‬وتسرق‭ ‬القرار‭. ‬وبالتالي‭ ‬فمعظم‭ ‬قاطني‭ ‬المخيمات‭ ‬لهم‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬مصادرة‭ ‬رأيهم‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬والرحيل‭. ‬فمن‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يفرّ‭ ‬من‭ ‬مخيمات‭ ‬العار‭ ‬يلتحق‭ ‬بالمغرب‭ ‬بينما‭ ‬نسبة‭ ‬أخرى‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تلتحق‭ ‬ببلادها‭. ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬وعلى‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬نقطة‭ ‬النهاية‭ ‬المأساة‭ ‬المخيمات‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬البوليساريو‭ ‬تفاوض‭ ‬وتقايض،‭  ‬وتسيطر‭ ‬على‭ ‬المحتجزين‭.‬
 
هناك‭ ‬حركة‭ ‬إسبانية‭ ‬مدنية‭ ‬تطالب‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬مختطفين‭ ‬ومفقودين‭ ‬إسبان‭ ‬تورطت‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬مأساتهم،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬الاسبانية‭ ‬تتعامل‭ ‬ببرودة‭ ‬مع‭ ‬مطالبها‭. ‬كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬ما‭ ‬يحصل؟
مواقف‭ ‬بعض‭ ‬مكونات‭ ‬الحقل‭ ‬السياسي‭ ‬الاسباني‭ ‬وجزء‭ ‬منها‭ ‬يمثل‭ ‬النخبة‭ ‬الكولونيالية‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬حركات‭ ‬حقوقية‭ ‬إسبانية‭ ‬تطالب‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬المختطفين‭ ‬والمبعدين‭ ‬والمعتقلين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬العار،‭ ‬كما‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تكشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬هاته‭ ‬الحقائق،‭ ‬لكن‭ ‬السلطات‭ ‬الإسبانية‭ ‬تتعامل‭ ‬بطريقة‭ ‬سياسوية،‭ ‬وتحاول‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تميط‭ ‬اللثام‭ ‬عن‭ ‬هاته‭ ‬الجرائم،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬تعتبره‭ ‬اسبانيا‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬الملف،‭ ‬وتفضل‭ ‬مدريد‭ ‬تطوير‭ ‬علاقات‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬السياسية‭ ‬برعاية‭ ‬أممية،‭ ‬وعدم‭ ‬الاصطفاف‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬أطروحة‭ ‬الانفصال‭ ‬المتهالكة‭ ‬التي‭ ‬تطالب‭ ‬بها‭ ‬البوليساريو‭ ‬ومن‭ ‬يقف‭ ‬ورائها‭.‬
‭ ‬أكيد‭ ‬أن‭ ‬هاته‭ ‬الحركة‭ ‬الحقوقية‭ ‬الإسبانية،‭  ‬هي‭ ‬حركة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬مدنية‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬موطئ‭ ‬قدم‭ ‬لها،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬فلولا‭ ‬ومحافظين‭ ‬قدامى‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬وبعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرّفة‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تمسك‭ ‬بهذه‭ ‬الملفات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السكوت‭ ‬عن‭ ‬الملف‭ ‬الحقوقي‭ ‬وتجاوزات‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭.‬

 
سجل‭ ‬البوليساريو‭ ‬أسود‭ ‬بخصوص‭ ‬اختطاف‭ ‬البوليساريو‭ ‬للنّساء‭ ‬وترحيلهم‭ ‬وإعادة‭ ‬تزويجهم‭ ‬في‭ ‬أبشع‭ ‬صور‭ ‬التّعذيب‭ ‬الجسدي‭ ‬والنفسي‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري،كيف‭ ‬تقيم‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬من‭ ‬تراكم‭ ‬ونزيف؟‭.‬
جرائم‭ ‬البوليساريو‭ ‬معروفة‭ ‬من‭ ‬تهجير‭ ‬قسري‭ ‬واختطافات‭ ‬واغتيالات‭ ‬وتقتيل‭ ‬وتعذيب‭ ‬جسدي‭ ‬ونفسي‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬محاميد‭ ‬الغزلان،‭ ‬وطانطان،‭ ‬وفم‭ ‬الحصن،‭ ‬وآسا،‭ ‬واليوم‭ ‬في‭ ‬السمارة،‭ ‬فما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬اليأس‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إليها‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترويع‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الآليات‭ ‬الانفصالية‭ ‬بضرب‭ ‬مواقع‭ ‬مدينة‭ ‬السمارة‭. ‬وهذا‭ ‬مرفوض‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭. ‬فهذا‭ ‬التمادي‭  ‬يطرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬علامة‭ ‬استفهام‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لوضع‭ ‬نقطة‭ ‬نهاية‭ ‬لهذا‭ ‬الكيان،‭ ‬فقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لنهاية‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬ورب"ضارة‭  ‬نافعة‭ ‬كما‭ ‬يقال‭. ‬فهذا‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬ربما‭ ‬ينهي‭ ‬وجود‭  ‬البوليساريو‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬اخر‭ ‬مشهد‭ ‬ل‭ ‬"رقصة‭ ‬الديك‭ ‬المذبوح"‭. ‬
فهذا‭ ‬التجاوز‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المدنيين،‭ ‬وفي‭ ‬حق‭ ‬المينورسو‭ ‬وفي‭ ‬حق‭ ‬المغرب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬السكوت‭ ‬عنه،‭ ‬ويجب‭ ‬تحريك‭ ‬الآلة‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬وتحريك‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬المادة‭ ‬51‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وحق‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬الشرعي‭ ‬على‭ ‬البوليساريو‭.‬
 
ما‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حشد‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬لتصنيف‭  ‬البوليساريو‭ ‬حركة‭ ‬إرهابية؟
أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المساعي‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المغرب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساعي‭ ‬رسمية‭ ‬هي‭ ‬التنبيه‭ ‬والتنسيق‭ ‬القوي‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬استئصال‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬حق‭ ‬الفيتو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭  ‬ومن‭ ‬داخل‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعبئة‭ ‬وحشد‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬لإثارة‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬البوليساريو،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬والتركيز‭ ‬عليه‭ ‬بتجريم‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الوهمي‭ ‬لكونه‭ "‬حركة‭ ‬إرهابية‭" ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬والعلاقات‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭.‬
المغرب‭ ‬له‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬ومخرج‭ ‬لإنهاء‭ ‬القضية‭ ‬والنزاع‭ ‬المفتعل،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬وعلى‭ ‬صحرائه‭. ‬ويجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحريك‭ ‬هذا‭ ‬المجهود،‭ ‬وتحريك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية،‭ ‬وتحريك‭ ‬النخب‭  ‬السياسيين‭ ‬والمثقفين،‭ ‬لممارسة‭ ‬الترافع‭ ‬الجيد‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الطرح‭ ‬المغربي،‭ ‬وتجريم‭ ‬البوليساريو‭ ‬واعتبارها‭ ‬حركة‭ ‬إرهابية‭.‬