فؤاد زويريق: البوح العاطفي في فيلم "الصحراء ....حبيبتي"

فؤاد زويريق: البوح العاطفي في فيلم "الصحراء ....حبيبتي" فؤاد زويريق
الفيلم الوثائقي القصير ''الصحراء...حبيبتي'' للمبدعة لطيفة أحرار الذي يشارك في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، هو ثاني جزء من ثلاثيتها حول الصحراء، عنوانه العريض الصحراء، لكنه بعيد كل البعد عنها كقضية سياسية ساخنة، فهو ليس فيلما وثائقيا تحريضيا، يستولي على مشاعرك ويحرضك على المبادرة والفعل من أجلها، كما أنه ليس فيلما وثائقيا تحليليا يتعمق في حيثياتها يحلل أبعادها ويجعلك تتبنى عقيدتها وتؤمن بسياستها، كما أنه أيضا ليس فيلما تقريريا ولا روبورتاجا... الفيلم أبسط من هذا بكثير هو فيلم وثائقي ''لايت'' تختلط فيه النوستالجيا برمال الصحراء، حيث تقوم فيه المخرجة باستدعاء روح والدها الجندي المقاتل الذي حارب البوليساريو إبان الحرب.
 
يحمل الفيلم بين طياته الكثير من العواطف ويكتب بعدسته رؤية ابنة تحب أباها وتفتخر به كبطل، تشاركنا علاقتها هذه، تبوح لنا بأسرارها معه، أسرار لم تتجاوز كسوته العسكرية.  لطيفة أحرار لم تحتفِ بأبيها فقط، فمن خلاله وقفت على معاناة سيدة أخرى هي زوجة جندي، كان يحارب في الصحراء، بينما هي كانت تحارب في الداخل من أجل أبنائها، كما وقفت على شهادات جنود سابقين عاشوا كوالدها الحرب بكل تفاصيلها.
 
إجمالا لم تهتم المخرجة بالمتعة البصرية بقدرما كان هاجسها تفريغ ما في جعبتها من بوح عاطفي، ذرفته دموعا على الرمال،  لم تتخلص لطيفة من سلطة المسرح حيث رافقتها الى السينما فبين شهادة وأخرى نقف على فواصل مشبعة بمشاهد ممسرحة سينوغرافيا، إن صح التعبير، فتأثيث الفضاء فنيا وكأنه خشبة بملابس وأحذية عسكرية، وإكسسورات كان يستخدمها الأب الجندي في الصحراء، بالإضافة الى مؤثرات موسيقية وإضاءة خاصة وكأنك أمام عرض مسرحي، أعطى للمَشاهد بعدا رمزيا متناسقا مع دلالات الفيلم بخطابه العاطفي والرومانسي والوطني.
 
الفيلم سيعرض يوم الجمعة 3 نونبر 2023 على الساعة الثالثة زوالا بسينما روكسي، في إطار المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.