أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة على أن تنظيم الاجتماعات السنوية لعام 2023 لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بمراكش، يعبر عن الصمود القوي للمغرب في مواجهة الأزمات المتعددة.
جاء ذلك في كلمة افتتاحية لأخنوش اليوم الإثنين 9 أكتوبر 2023 خلال الحدث المخصص لكتاب صندوق النقد الدولي حول المغرب، المنظم بمراكش.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه تم اتخاذ تدابير استعجالية على الصعيدين اللوجيستيكي والإنساني، وذلك بشكل فوري عقب الزلزال، تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس.
وزاد قائلا:" بدورهم أظهر المواطنون المغاربة، داخل وخارج أرض الوطن، روح التضامن بشكل عفوي ومتميز، بحيث تعبؤوا منذ الساعات الأولى للزلزال، من أجل تقديم الدعم والمساعدة للساكنة المتضررة".
وأفاد أنه وبشكل استعجالي، تمت هيكلة مشاريع لإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمناطق المتضررة، من خلال برنامج طموح، استباقي ومتكامل، يروم إعادة بناء المساكن المتضررة وإعادة تأهيل البنيات التحتية، وفك العزلة ترابيا عن هذه المناطق. كما تم تسريع امتصاص العجز الاجتماعي، وتشجيع الأنشطة الاقتصادية بها، مشددا على أن الحكومة تباشر تنزيل هذا البرنامج الطموح مسلحين بإرادتنا وعزمنا، وكذا بالثقة والدعم المتواصلين لشركائنا.
وعبر أخنوش عن شكره عن خالص للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا Kristalina Georgieva، ولفريق عمل الصندوق، لقيامه بإعداد كتاب حول المملكة، والذي يعبر بشكل جلي عن رغبة المملكة في بلوغ أهداف طموحة على صعيد تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف:" فعلى مدى السنوات العشرين الماضية، قام المغرب تحت قيادة الملك، بتنفيذ إصلاحات طموحة واستباقية، ساهمت في إرساء دعائم تحول عميق ومستدام لاقتصادنا الوطني. كما مكنت المغرب من تعزيز مرونته، والحفاظ على توازناته الماكرو اقتصادية، كما أبرز أنالمغرب يقف اليوم، عند مفترق طرق حاسم في تاريخه: "فهذه اللحظة المفصلية تخلق فترة مواتية للتدبر في توجهاتنا، لذلك فنحن مدعوون لاستثمارها بالشكل الأمثل".
ومن هذا المنطلق، قال رئيس الحكومة:"نعكف على تنزيل الرؤية الاستراتيجية، والتي تحدد الطموحات والأهداف التنموية وروافع التغيير، التي من شأنها إطلاق الطاقات وتسريع مسيرة البلاد نحو التقدم والازدهار".
وتقاسم أخنوش بفخر استضافة المغرب، كأس الأمم الأفريقية لعام 2025، وكذا تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، وهو الخبر الذي زفه الملك، إلى المغاربة خلال الأسبوع الماضي. وهو ما يوضح مسار التطور والدينامية المستمرة للمملكة".
وزاد قائلا: "إننا عازمون على بناء مجتمع تضامني وعادل، فتطبيقا للتوجيهات الملكية، أطلقنا ابتداء من سنة 2021، سلسلة من الإصلاحات الرامية إلى تعزيز تماسك المؤسسات وأنظمة الحماية الاجتماعية".
ونظرا لأهمية دور الرأسمال البشري في نجاح أي مشروع إصلاحي، أبرز أخنوش أن الحكومة تولي "مكانة مهمة لتعزيز نظامنا الصحي وتحسين جودة نظام التعليم وتشجيع البحث العلمي والابتكار، كم أن المجتمع الذي يمكن مواطنيه من التحكم بزمام مستـقبلهم، وخاصة الشباب والنساء، يمتلك مفتاح تحقيق النمو والإدماج الاقتصادي".
في السياق ذاته، أورد أخنوش أن مسار التنمية يتعين عليه أن يكون ليس فقط دامجا، بل كذلك مستداما وصديقا للبيئة، وأضاف أن المملكة المغربية تعد من بين الدول الرائدة في تطوير الطاقات المتجددة، حيث راهن الملك محمد السادس، على هذا القطاع منذ اعتلائه العرش ".
وأضاف :"اليوم نحن نطمح لمضاعفة الإنتاج في الطاقة الريحية والشمسية لثلاث مرات، مع السعي لتكريس تموقع المغرب كفاعل رئيسي في قطاع الهيدروجين الأخضر، مما سيعزز سيادتنا الطاقية".
وعرج أخنوش إلى الحديث عن الجفاف وندرة المياه، مشيرا إلى أن "تداعيات مباشرة للاحتباس الحراري، تشكل إحدى الأولويات الاستراتيجية الوطنية أيضا. ومن هذا المنطلق، أطلقت المملكة مشاريع مبتكرة لتحلية مياه البحر بشراكة مع القطاع الخاص، كما يتم تنفيذ طرق سيارة للربط بين الأحواض المائية، وذلك لتزويد المناطق التي تعاني من نقص.