كتاب جماعي.. السرد والصحراء

كتاب جماعي.. السرد والصحراء شارك في هذا الكتاب الذي نسق أشغاله شعيب حليفي وعبد العزيز الرشدي وسالم الفائدة
عن منشورات دار القصبة للنشر بالمغرب، صدر كتاب جماعي جديد  في موضوع "السرد والصحراء مقاربات وقراءات" ( 211 صفحة)، وهو ثمرة  أعمال ملتقى الرواية المنعقد بأكادير في شتنبر الماضي، من تنظيم رابطة أدباء الجنوب وبإشراف علمي لمختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ويتضمن أربع عشرة مقالة لباحثين وباحثات من المغرب وتونس.
 
وقد توقفت المقالات عند خصوصيات علاقة السرد الصحراوي باللغة والزمن والمكان، وكذلك في الأسلوب؛ فترصد سرود الصحراء طرائق التفكير وأسباب الحياة البدوية وتتمثل الذائقة والفكر البدويين، وتعكس الطموحات والأوهام والمخاوف.
 
 ويؤدي الفضاء في السرد الصحراوي دورا محوريا، تصبح الصحراء معه، بِعدّها فضاء خاصا، في صُلب عملية الكتابة. بل تصبح أداة هذه الكتابة، وغايتها، فيكتب الفضاء نصّه بنفسه، مستعينا بحركة التاريخ وسلطة المحكي الشفهي وشظف العيش وجفاف الواحات، وتحولات الكثبان لبناء فصول النص ومقاطعه. فالصحراء في النصوص السردية ورقة ممتدة، والحكاية الشفهية والمرويات القديمة والأساطير والتقاليد هي تلك الحروف التي تبني النص.
 
وإذا كانت البداوة أصل الحضارة العربية، كما يرى بعض الباحثين والمؤرخين، فإن ثقافة البدو امتدت في النصوص الإبداعية لتبني وجودها ولغتها وإيقاعها. حتى أن فضاء الصحراء أصبح مدخلا لتحديد هوية النص العربي. ولعلّ كتابات أجيال من الروائيين والروائيات شاهدة على هذا الانشغال الذي لم ينصرم عقده عبر أزمنة الرواية العربية، كما تبيّن  ذلك كتابات عبد الرحمن منيف، وإبراهيم الكوني، والحبيب السايح، وجبرا إبراهيم جبرا، وعبد الحميد بن هدوقة، وصبري موسى، وغسان كنفاني، وميرال الطحاوي، وعبد العزيز الراشدي، وأحمد ولد عبد القادر، ورجاء عالم، وعبد الله البصيص، وعلاء فرغلي وغيرهم.
 
كما سعت دراسات هذا الكتاب إلى إبراز خصوصيات هذا السرد وجمالياته وقضاياه، انطلاقا من تجارب روائية تمتد عبر مراحل الرواية العربية وأجيالها، مثلما تتناول جغرافيات ثقافية عربية مختلفة، برؤى ومنظورات نقدية ومنهجية عديدة راهنت على قراءة السرد الصحراوي ومقاربة نصوصه بوعي منهجي معاصر ومتجدد، سعيا إلى كشف ملامحه، ورصدا لسماته وقضاياه وآفاقه؛ بتتبع أحلام الروائيين وقدرتهم على الخلق الفني والصوغ الأدبي والحكائي، بحثا عن عوالم ممكنة أكثر حرية، ذلك أن الوجود الإنساني في تعدديته وانفتاحه وتحولاته ينتقل إلى عالم اللغة عبر التفكير الروائي والبناء الحكائي والجمالي للعالم، فتتحول الصحراء عبر الكتابة إلى فضاء حافل بالحياة والصراعات والأحلام.
 
شارك في هذا الكتاب الذي نسق أشغاله (شعيب حليفي وعبد العزيز الرشدي وسالم الفائدة) كل من: (عبد العالي دمياني- إبراهيم أكراف- عبد القادر الدحمني- عبدالهادي سعدون-محمد محي الدين- هشام موساوي- كريم بلاد-أسماء الصمايرية- محمد بنعزيز- سعيد بوعيطة- خالد مساوي- أيوب سعدان- صباح مبروك- عبد الرحيم العلام).