منظومة مغاربة العالم واجهت موجة من المشاكل التي تسبب بها النظام المغربي خلال سنوات الرصاص اعتباراً من عام 1973 ، حيث سعى النظام المغربي إلى "الإشراف" على مواطنيه العاملين بالخارج من خلال تأسيس مايسمى بوداديات العمال والتجار المغاربة الذين عقدوا أول مؤتمر لهم بالرباط في غشت 1973 وكانوا تابعين لوزارة التشغيل والعمل ولهم علاقة مباشرة بالقنصليات والسفارات بالخارج ومهمتهم منع أي محاولة تنظيمية داخل منظومة مغاربة العالم وبشكل أعم منع المغاربة من المشاركة في الحياة العامة للبلد المضيف ، من خلال تقديم أنفسهم بأنهم محاورون أساسيون لسلطات البلد المضيف.
لقد قدموا أنفسهم على أنهم جمعيات تهتم بالحوار بين الثقافات بين المغاربة وساكنة بلد اللإقامة لكن مهمتهم كانت مراقبة أي مغربي نشيط ومعارض للنظام والقيام بإستهدافة وإستفزازه بكل الوسائل.
كانت هذه الإستفزازات تعتمد على إستعمال العنف والقيام بكل المحاولات لإفشال كل أشكال التظاهر التي كانت تقوم بها الجمعيات الديمقراطية على صعيد أوربا حيث كانت تنشط هناك.
إن مختلف المعارك التي خاضتها الجمعيات الديمقراطية لمغاربة العالم كانت من أجل التنديد بممارسات الوداديات وغالبا ماساندتهم المنظمات الحقوقية في بلدان الإقامة.
منذ خمسينيات القرن الماضي زادت الهجرة المغربية بشكل مطرد وتزامنت مع هذه الفترة سنوات الرصاص بالمغرب ونضالات قواه الديمقراطية من أجل تحسين ظروف عيش المواطنين ومزيدا من حقوق الإنسان.
حاول النظام المغربي إدارة هذا الوضع الذي بدأ يفلت منه بخلقه الوداديات من أجل تهميش الجمعيات المغربية بالخارج فكان بالنسبة لعدد كبير من المغاربة أن الوداديات هو أداة للتخويف وتدمير كل أنشطتهم النقابية والجمعوية ولايجب أن ننسى إعتقال عشرات النشطاء المغاربة بالخارج في صيف 1976 وكان ذلك نتيجة وشايات الوداديات.
جلوس محمد السادس على العرش سنة 1999 أعطى أملا لبعض النشطاء بتغيير وتحسين الظروف المعيشية وكان تأسيس لجنة وطنية مغربية في 7 يناير 2004 وهي هيئة الإنصاف والمصالحة بناء على قرار ملكي بالموافقة على توصية صادرة من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وهي ذات اختصاصات غير قضائية في مجال تسوية ملف ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والبحث عن الحقيقة والتحري وتقييم الضرر والتحكيم والاقتراح.
من توصياتها المطالبة بتجميد نشاط الوداديات التي كان لها بشكل أو بآخر دور في انتهاك حقوق المهاجرين في كل مؤسسة عمومية أو شبه عمومية ولهذا أستغرب من البعض الذي مازال له حنين إلى سنوات الرصاص والانتهاكات الجسيمة بالدفاع عن الوداديات التي كانت اليد الأطول للحسن الثاني لمراقبة مغاربة العالم وجمعياتهم النشيطة.
منظومة مغاربة العالم يجب تطهيرها من مثل هؤلاء الكائنات المدافعة عن انتهاكات وقعت داخل بلدان الإقامة وعلى الوداديات أن تقدم إعتذارها لمغاربة العالم وخاصة ضحاياها التي تضرروا من تقاريرهم المخابارتية والوشايات الكاذبة.