سمير شوقي: قيادي آخر الزمان

سمير شوقي: قيادي آخر الزمان سمير شوقي
كتبتُ سابقاً أن نخبتنا السياسية صارت عاجزة عن إنتاج الأفكار و تحرير مقالات الرأي، دون الحديث عن نشر الكُتب!  و أنا أطالع الأخبار الوطنية ، صادفت صورة لسعيد الناصري مع وصفه ب "قيادي بحزب البام"، هكذا  !!!
هذا العبد الضعيف المتابع للحياة السياسية منذ أربعين سنة و الذي شب مع نُخبة عبد الرحيم بوعبيد وعلي يعتة وبنسعيد وبوستة، يعرف جيداً قيمة كلمة "قيادي" في الحياة الحزبية.  لذلك أعتبر أن وصف سعيد الناصري بالقيادي هي سُبة في حق حزب الأصالة و المُعاصرة الذي، ورغم ولادته الغير طبيعية،   ضم أسماء بارزة في الحياة السياسية اتفقنا معهم أو اختلفنا إلا أنهم كانوا وازنين بأفكارهم و بنقاشاتهم و قدرتهم على المجادلة و شكلوا معارضة مُحترمة خلال عشرية البيجيدي.
حسن بنعدي، الشيخ بيد الله، علي بلحاج، محمد بنحمو ، صلاح الوديع ، حكيم بنشماس،  أحمد أخشيشن … الخ.  أين سعيد الناصري من هؤلاء والرجل لا يستطيع أن ينتج فكرة سياسية ترتقي لمشروع إصلاحي أو حتى لأرضية نقاش.
سعيد الناصري، القيادي في البام (هكذا ..) لم نره قط في منصة البرلمان سواء لما كان حزبه في المعارضة ولا منذ ارتقى للحكومة. الرجل في البرلمان لما يقرب من عشر سنوات، وفي لصمته و متيم  بالظل. يستفيد من امتيازات السياسة و لا يقدم  أدنى واجب العمل السياسي.
بالتأكيد الناصري مجرد نموذج، أمثاله كُثُر، منهم من ينحدر من نفس محيطه الكروي ومنهم من عوالم المال والأعمال، يحملون صفة قيادي وعضو المكتب السياسي ولا يفتحون أفواههم سوى عند طبيب الأسنان.
وما خفي كان أعظم.