في الأخير تساءلت لوحدي لماذا تقبّلت هذه السيدة وتابعت فيديوهاتها، ولم أتقبل باقي الأشخاص الآخرين الذين يدعون بالمؤثرين، رغم أنها أيضا تصور وتنقل لنا بهاتفها ماتقوم به من مساعدات؟ أولا القبول هو هبة وموهبة فطرية لا تكتسب، وهي لديها هذا القبول بخلاف الآخرين، الأسلوب الذي تقدم به فيديوهاتها هذه الأيام استثنائي وغير معتاد، فكاهتها خفيفة ومستساغة وتعرف كيف تقتنص الابتسامة والضحكة من الآخرين، تشعر بصدقها ومصداقيتها، أما الآخرون فتشعر بادعائهم وزيفهم، عفوية في كلامها وتعابيرها وانفعالاتها، الآخرون متصطنعون... لباسها، وملامحها، وتواضعها، وتلقائيتها جعلوها متماهية مع الأهالي ومنصهرة مع البيئة المتواجدة فيها، وحتما يشعرون بأنها قريبة منهم وليست غريبة عنهم، فقد شاهدت كيف يتعاملون معها، أما الآخرون فتشعر بهم من أول لحظة بأنهم غرباء متعالين وكأنهم غزاة، وبأنهم حالة شاذة وسط الأهالي وهم هناك بهواتفهم وكاميراتهم من أجل الشو الإعلامي والبوز فقط، أثناء متابعتها تخرجك من جو الكآبة والتراجيدية والحزن وتمنحك الكثير من الطاقة الإيجابية التي تذكرك بشيء اسمه الأمل والتفاؤل، هي إذا ليست واحدة من هؤلاء استغلت الظروف والكارثة لصالحها خصوصا أنها اعتادت منذ سنوات على زيارة هذه المناطق وتقديم العون والمساعدة لأهاليها، فما تقوم به هذه السيدة ويصفق له الجميع هو مايجب أن تقوم به كيانات إعلامية ومؤسسات خيرية، ويبقى كل ماذكرته مجرد شعور عن بعد وإحساس كونته من خلال ماشاهدت وقرأت وأتمنى من كل قلبي ألا يخيب، فتكفينا الخيبات التي عشناها ونعيشها في هذا العالم الافتراضي.