بعد الزيارة التي قام بها المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو بالمغرب العربي، إريك فالت رفقة فريق من الخبراء، والتي مكنت من معاينة الأضرار المادية التي لحقت بمجموعة من المعالم الثقافية والتاريخية بالمدينة القديمة لمراكش والمسجلة ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1985، ويرتقب أن تشرع منظمة اليونسكو في إعادة بناء المدارس والمعالم الثقافية المتضررة من الزلزال، حيث سجلت تصدعات كبيرة في مئذنة الكتبية، البناء الأكثر رمزية، بالإضافة إلى التدمير شبه الكامل لمئذنة مسجد خربوش في ساحة جامع الفنا، إلى جانب الأضرار التي لحقت عدد من المنازل القديمة بحي الملاح، كما تأثرت أسوار المدينة القديمة في أماكن متعددة.
وفي ولاية ورزازات حيث يوجد قصر آيت بن حدو، المسجل على قائمة التراث العالمي منذ عام 1987، تم تسجيل وقوع تصدعات وأضرار جسيمة في العديد من المباني .
وفي إقليم الحوز، تعرض مسجد تينمل – وهو موقع مهم في تاريخ المغرب ومدرج في القائمة الوطنية المؤقتة للتراث العالمي – للتدمير الكامل تقريبا، ومن المرجح أيضًا أن يكون للكارثة تأثير ملحوظ على التراث اللامادي في المناطق المتضررة .
وأمام هذا الوضع المتأزم، أعربت اليونسكو عبر موقعها الرسمي عن ثقتها الكاملة في المهنيين المغاربة للتخفيف من حالة الطوارئ واتخاذ التدابير اللازمة، مشيرة بأن المغرب يتمتع بالفعل بخبرة كبيرة في مجال حماية التراث وإعادة تأهيله - كما وقع اتفاقية العام الماضي مع اليونسكو للسماح للبلدان الأفريقية بالاستفادة من مهاراته ، مبدية استعدادها لتقديم مساهمتها، حسب الاحتياجات التي يتم التعبير عنها، مشيرة بأن مكتبها بالرباط على اتصال بالوزارات المعنية.ش
مشهد من انهيار مباني تاريخية بمراكش بفعل الزلزال