فؤاد زويريق: المبدع والفنان أو صناعة الأمل من الألم

فؤاد زويريق: المبدع والفنان أو صناعة الأمل من الألم رسومات كاريكاتيرية أثبتت تأثيرها وفعاليتها، خصوصا تلك الرسوم التي تبعث من وسط الأزمات والكوارث
من أكثر المبدعين والفنانين الذين تجدهم محتكين بقضايا مجتمعاتهم بشكل يومي ومباشر، فنانو الكاريكاتير، فنانون تجدهم أكثر شفافية من غيرهم لأن مواقفهم وأفكارهم معلنة دون تحوير في رسوماتهم، هذه الفئة من الفنانين التي تتبنى فناًّ مستقلا يخاطب المتلقي مباشرة دون رمز وتعقيد وتقعير تشكيلي... مُيِّزت بالإضافة إلى موهبة الرسم، بحدس نقدي ساخر، وحس فكري تحليلي قادر على مواكبة وقراءة عمق كل القضايا المتشعبة والمختلفة التوجهات سواء داخل مجتمعاتهم أو خارجها، لذا تجدهم من أكثر الفنانين عرضة للمضايقات، والقمع، والتهديد، والسجن، والإغتيال أيضا في بعض الحالات، لأن فنهم في الأخير هو فن واضح، وصريح، ونقدي ساخر، ومؤثر، وتحريضي ملازم لقضايا المجتمع والمواطن بشكل مباشر.
 
فنانو الكاريكاتير في بلدنا المغرب لم يخرجوا عن هذا السياق، فقد أثبتوا أيضا عُلو كعوبهم في هذا الميدان، وتفوقوا في تكريس فنهم داخل المجتمع المغربي، من خلال التفنن في نقل قضاياه ومعالجتها على شكل رسومات كاريكاتيرية أثبتت تأثيرها وفعاليتها، خصوصا تلك الرسوم التي تبعث من وسط الأزمات والكوارث، وتعلن تضامنها مع الشعب في محنته كما وقع في أزمة الوباء مثلا، وما نشهده اليوم أيضا إثر مأساة الزلزال، رسومهم في مثل هذه الأزمات هي صرخات بلسان المواطنين، تعبّر عنه وتؤازره في نفس الوقت، بل هي مرآة وواجهة له لدى المجتمع الدولي، لهذا فالكثير من رسوماتهم انتشرت في الإعلام العربي والعالمي، واستخدمت كوسيلة للتعبير عن نفسية المواطن المغربي وعما يجول داخل مجتمعه، إذاً هم أيضا جنود سلاحهم ريشتهم، يمثلون قوة ناعمة لا يستهان بها في مثل هذه القضايا الإنسانية. من هؤلاء الفنانين المغاربة الأكثر نشاطا وانتشارا وتداولا لرسوماتهم في الشبكات الإجتماعية وخصوصا في الأزمة الحالية عبد الغني الدهدوه، وأحمد خبالي، ومحمد ألخو، وخالد الشرادي، وخالد كدار، وعماد السنوني... هنا نماذج من رسوماتهم الخاصة بفاجعة الزلزال.