انتقل فريق فيلم "بحال اللي كيضحكو" سيناريو وإخراج محمد السعدي، قبل أيام قليلة، إلى مدينة الرباط، بعد محطة مدينة عين عودة ضواحي العاصمة، وذلك من أجل إتمام تصوير مشاهد جديدة، لهذا الفيلم الروائي الطويل.
وأكد محمد السعدي في تصريح بالمناسبة، ان الفيلم له دلالات كثيرة ومتنوعة، وفي العنوان علامة استفهام: لماذا يضحكون، وهل يضحكون أم يفعلون شيء آخر غير الضحك؟ مبرزا أن الفيلم يتناول تيمة الهجرة من القرية إلى المدينة، وهي معروفة جدا، لكن طريقة الاشتغال عليها جد مختلفة عن سابقاتها، سواء من حيث تناول الموضوع، أو القضايا التي تطرحها في علاقتها بالإنسان والمكان والمجتمع، وهو ما يمز الفيلم.
وأضاف السعدي أن ما يميز الفيلم، هو تشخيصه من قبل فنانين مرموقين، في السينما والمسرح التلفزيون، ويجمع ما بين عالم السينما والمسرح، ومن ابرزهم محمد الشوبي، فاطمة الزهراء لحرش، وزكرياء عنان، وسعاد العلوي، وشفيق بيسبيس، وبادي الرياحي، وغيرهم، موضحا أن هؤلاء لهم تاريخ في المسرح، مما يجعل بصمتهم في هذا العمل السينمائي واضحة ومؤثرة وذات معنى.
كما شدد على أن أهمية اختيار هؤلاء الممثلين المسرحيين، تبرز في كون السيناريو، يشمل عددا من الشخصيات الغرائبية، التي تتطلب مجهودا كبيرا وتشخيصا قويا أمام الكاميرا، وبالتالي فإن هؤلاء لهم تجربة على اللعب فوق الخشبة، موضحا أن هذه الشخصيات الغرائبية تحتاج إلى فنانين محترفين، لهم تجربة في مجال الركح، ومن تمة ستكون لمشاركتهم إضافة نوعية ورفيعة.
وفي سؤال حول رسالة الفيلم إلى الجمهور، قال بأن "السينما ليس دورها ومهمتها بعث الرسائل إلى الجمهور، ومن يريد بعث الرسائل عليه التوجه إلى البريد، لأن الدور الحقيقي للسينما هو خلق الفرجة وتحقيق الإبداع بالدرجة الأولى، ونحن في الفيلم نبحث عن صور سينمائية جميلة ذات بعد جمالي متميز ليعجب الجمهور فضلا عن تحقيق نوع من البناء الدرامي".
وأضاف في هذا السياق، أن اشتغل من خلال الفيلم على المدرسة الواقعية السحرية التي تتميز بها السينما الإيطالية، مبرزا أنه وكذلك بحكم اشتغاله في المجال الروائي استفاد من تجربة أمريكا اللاتينية المتقدمة بقوية، في مجال الواقعية السحرية في الكتابة الروائية، كل هذه المعطيات ـ يضيف ـ ستمنح دفعة قوية من نوع جديد للانتاجات الوطنية بشكل عام.
وعن عملية التصوير، قال السعدي أنها "تسير في أجواء جميلة سواء أثناء التصوير في البادية أو في عين عودة أو حاليا بمدينة الرباط، هناك طاقة إيجابية وتعاون كبير بين التقنين والفنانين، حيث الأمور تسير على أحسن ما يرام، والأجواء تسير بطريقة رائعة ومتميزة.
وأعرب عن أمله في أن يترك هذا العمل، وهو من إنتاج شركة "بوست أرت"، بصمة جديدة في السينما المغربية خصوصا وأنه إنتاج ذاتي، متمنيا من المسؤولين دعم الانتاجات الذاتية لأنها تضحية قبل كل شيء ومغامرة، ودعم هذا العمل الجديد مستقبلا، إن كان الإنتاج في مستوى الأعمال المدعمة، أولا من أجل الاستمرارية، وايضا في إنتاج أعمال أخرى.