ملحمة الانتصار بمسرح محمد السادس بالدار البيضاء

ملحمة الانتصار بمسرح محمد السادس بالدار البيضاء محمد العبودي كاتب الكلمات والمخرج هشام شكدال والممثلان هشام الحلاوي ومليكة بكاس
يلتقي جمهور مدينة الدار البيضاء، مع العرض المسرحي الغنائي ملحمة الانتصار، الذي ستقدمه جمعية أنا وطني للثقافة والفن والبيئة والمواطنة، بشراكة مع المندوبية الجهوية للثقافة بجهة الدار البيضاء - سطات، وبتنسيق مع مقاطعة الصخور السوداء، وذلك يوم السبت 26 غشت 2023، على الساعة الثامنة ليلا، بمسرح محمد السادس، ومن المقرر أن تنطلق ملحمة الانتصار من تراب عمالة عين السبع - الحي المحمدي، للقيام بجولة بكل قرى ومدن الجهات الـ 12 للمملكة المغربية، وتستهدف هذه الملحمة ساكنة هذه المناطق كبارا وصغارا، إذ ترصد بقالب فني غنائي ملحمي، المشاريع الكبرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بكل جهات المملكة المغربية.
وفي إتصال لـ "أنفاس بريس" بمخرج الملحمة هشام شكدال، أوضح أن مناسبة تقديم هذا العرض المسرحي الغنائي الملحمي، هي الإسهام في تخليد ذكرى عيد العرش المجيد وعيد الشباب وذكرى ثورة الملك والشعب والذكرى الـ 44 لاسترجاع إقليم وادي الذهب من الاحتلال الإسباني، كما أضاف -المتحدث نفسه - أن الهدف الأسمى من هذا العمل الفني هو الاعتزاز بالتطور والازدهار والسلم والأمن، الذي عرفته وتعرفه كل جهات المملكة المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس.
وفي جوابه عن سؤال حول فكرة الملحمة، أكد هشام شكدال أن ملحمة الانتصار، هي انتصار للمغرب ملكا وشعبا، على تحديات الزمن والوصول إلى الازدهار والرقي من خلال تنمية شاملة لكل مناطق الجهات المكونة للوطن، كما أفاد أنها تمزج بقالب فني وتقني العرض المسرحي والرقص والغناء مع تقنية التصوير السينمائي، إذ شرح أن العرض سيتضمن لقطات سينمائية ستعرض في شاشة بخلفية الركح، ترصد منشآت اقتصادية واجتماعية وثقافية، توضح بالصورة الحية التطور الذي عرفته جهات المملكة. وقال المخرج هشام شكدال : "الملحمة تعرف مشاركة العديد من الفنانين والتقنيين من جيل الرواد والجيل الحالي، المنتمين لجهات المملكة الـ 12، إضافة إلى نجوم الفن الغنائي من المغرب وإفريقيا"، كما أشار أن الغاية من هذا الأسلوب الفني والتقني في الملحمة، هي كشف خاصية التنوع الثقافي لكل الجهات المكونة للمملكة المغربية، من خلال استثمار تقارب وتلاحم وانسجام الروافد الثقافية للوطن في تنوعها اللغوي العربي والأمازيغي والحساني، وأضاف أن ملحمة الانتصار تتضمن مشاهد مسرحية ولوحات فنية غنائية، تدمج ألوانا شعبية تراثية وأخرى عصرية، إضافة إلى رقصات من صلب التراث المغربي الأصيل، بالتركيز على توظيف تقنيات وأدوات العرض المسرحي، لتفكيك وإعادة تركيب مظاهر الموروث الثقافي والفني والفلكلوري لكل جهة، من حيث نوعية الرقصات واللباس والأكسوسورات والحلي وأشكال وأنواع التزيين، مبرزا أنها لن تكون مجسدة أو منقولة في الملحمة بشكل سطحي أو اعتباطي أو مجاني، بل بالتناغم مع الخط الحكائي للملحمة وبلمسة فنية ترتكز أيضا على تطوير طريقة تقديم هذه الأساليب والمكونات التراثية الفنية، حيث أضاف : "يرتكز تقديم هذه الألوان التعبيرية والرقصات على الأداء الصادق والعمق في إيصال المعاني، بالموازاة مع الحوار والأداء المسرحي وتصميم الرقصات، مع تطوير طريقة عرضها والحفاظ على روحها الأصيلة، التي تكشف الطابع المتفرد للتراث الوطني الفني والثقافي".
وجوابا عن سؤال استثمار ملحمة الانتصار لحكاية رحلة شخصية "الزمن"، مرورا بحدث وصوله للمغرب، لاكتشاف ازدهاره وتطوره في الوقت الراهن، أكد المخرج هشام شكدال أن توظيف شخصية الزمن في الملحمة، جاء بشكل رمزي، على اعتبار أن المتعارف عليه هو أن الزمن يتحدد مسرحيا أو في السينما والأفلام الوثائقية بالخصوص من خلال السينوغرافيا أو الديكور والمناظر والملابس والأكسوسوارات واللغة وغيرها من المكونات التي تعكس الوفاء السمعي والبصري للفترة الزمنية التي يتناولها العمل الفني، فإن الزمن - يضيف هشام شكدال -، يعبر عن محطات تستوعب طبيعة العلاقات والمخاطبات الثقافية وانسجامها مع ما يود العرض المسرحي إيصاله للمتلقي، لكن - يبرز المتحدث نفسه - الزمن في هذه الملحمة، هو بمثابة الشاهد على الأحداث التي ميزت المغرب، من خلال ما عرفته الجهات الـ 12 للمملكة من إنجازات ومشاريع كبرى، ساهمت بشكل جلي في تنمية كل المناطق المغربية دون تمييز وساهم أثرها أيضا في تلاحم الشعب في كل الجهات شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، تحت قيادة  الملك محمد السادس.
وللتذكير فإن ملحمة الانتصار هي فكرة لكل من محمد العبودي وهشام شكدال وخالد فولان، وكتب كلمات أغاني الملحمة الأستاذ محمد العبودي، ولحنها الفنان خالد المصمودي، فيما تكلف بالتصميم الفني والتقني والسيناريو والحوار والإخراج هشام شكدال، ومن المرتقب بعد العرض الأولي، برمجة عروض أخرى لهذه الملحمة في العديد من المسارح وقاعات العروض بقرى ومدن الجهات الـ 12 للمملكة المغربية.