ويشارك في تشخيص مشاهد هذا الفيلم الجديد، الذي سيصور أيضا بالرباط، نخبة من نجوم السينما والتلفزيون والمسرح، لعل من أبرزهم الفنان المقتدر محمد الشوبي، وفاطمة الزهراء لحرش، وزكرياء عنان، وسعاد العلوي، وشفيق بيسبيس، وبادي الرياحي.
ويطرح الفيلم، وهو عبارة عن ميلودراما اجتماعية، برؤية إخراجية جديدة ومغايرة، تتوخى إبداع صورة سينمائية بلمسة شاعرية، تيمة الهجرة من القرية إلى المدينة، وما تطرحه من إشكاليات وهموم وأحلام.
في الفيلم، يضحكون دائما، لكن في مواقف لربما يستدعي الأمر البكاء والحزن، حيث تحيى عائلة عيسى المتكونة من الأب عيسى والأم زهرة والبنت ماجدة والإبن كرينبو في قرية يغلب عليها البؤس والبساطة والتلقائية، فتقرر ماجدة الذهاب إلى الرباط للبحث عن عمل بعدما ضاقت بها الأيام ولم يعد لها صبرا على معاناتها مع أبيها عيسى.
تزداد تعاسة العائلة بعد تعرض عيسى لحادثة سير تقعده في كرسي متحرك مدى الحياة، وفي تلك الظروف البئيسة تعود ماجدة ذات يوم وعلى حين غرة لقريتها لترغم أمها وأخيها على الذهاب معها لمدينة الرباط وترك الأب لوحده لمواجهة مصيره المشؤوم.
هناك في المدينة الجديدة تكتشف الأم أن ابنتها لها مولودة من علاقة غير شرعية وتكتشف أيضا أنها ما أتت بها سوى لتربية ابنتها وتفرغها لممارسة عملها الليلي في الملاهي الليلية.
في الفيلم شخصيات غرائبية تصنع الفرجة، (كرينبو، الشليمو، وحلومة، سليمة، وكسطانيو، وماجدة والكرودو) يتأقلمون في معركة الحياة بحثا عن نيازك وأحلام، إنها مفاجآت تنبعث من عمق الحكاية، ويمكن استنباطها من كيفية الحكاية.
يشار إلى أن المخرج محمد السعدي، الذي يراهن على أن يترك هذا للفيلم بصمة ووقعا لدى المشاهد، له تجربة مسرحية متميزة، استمرت لأزيد من 20 سنة اثمرت عدة أعمال، كما له تجارب سابقة على مستوى الأفلام القصيرة، من أهمها "حب في بلد اللجوء" والذي شارك في عدة مهرجانات وتظاهرت وطنية ودولية، وتوج يبعضها ومنها، حصوله على التفاتة خاصة لبطلة الفيلم بإحدى بمهرجان أطلانطا السينمائي الدولي بالولايات المتحدة الامريكية في الآونة الأخيرة.