ولافتحاص السلوك السلطوي لباشا واد لاو،لا بد من التذكير ،أنه حاول سنة2021 مصادرة إرادة حزب سياسي في ظل إرادة الناخبين في الانتخابات،لدرجة وصفه أحد مسؤولي هذا الحزب بكونه"خارج الزمن الوطني"!
وبالفعل يظل هذا الباشا خارج الزمن الوطني، لما عمد أولا،عقب خطاب العرش هذه السنة،إلى مصادرة مظلة مواطن بدعوى احتلال الملك العمومي.ثم ثانيا،بسلوكه المتعالي والتهديدي مع مسعى هذا المواطن لإستعادة مظلته.فجعل من مطلب "الجدية" الوارد في خطاب العرش،مرادفا للتسلط والاستعلاء في التعامل مع المواطنين.
وهنا لا بد من كشف الغطاء عن كليات الاستبداد والتسيب والشطط في استعمال السلطة، في هذا التفصيل من حديث المظلة:
1-جرت العادة ،لما يكون عاهل البلاد في منطقة ما،أن يكون هناك حرص زائد من مختلف المصالح،على السير الحسن للأمور .لدرجة أن المواطنين يتمنون، لهذا الأثر الإيجابي،(في الأمن والنظافة مثلا)لو أن الملك يقيم بينهم دائما.لكن باشا واد لاو لم يكترث، لا بالخطاب الملكي،ولا بإقامة الملك في المنطقة،حيث عمد إلى خلق وضعيات مزعجة على أكثر من مستوى،لا علاقة لها بالحكامة في التدبير،أو فقه الأولويات.
2- إن المواطن الذي قصد الباشوية لاستعادة مظلته،ظنا منه أنه حصل خطأ ما في تقدير حجزها أو مصادرتها ،ما كان يعتقد أن سلطة العهد الجديد ،في ربع قرن من عمرها،لا تقبل مراجعة قراراتها الخاطئة.لكن الباشا لم يتقبل القول بأن السلطة أخطأت التقدير.بل على العكس،إن مظلة المواطن كانت في موقع احتلال الملك العمومي.هكذا هرب الباشا إلى الأمام ،على إيقاع:"لو طارت معزة".فأين شعار المفهوم الجديد للسلطة؟ما هو أكيد هنا أن العدمية تفرخها الإدارة الترابية،بتسيب بعض رجالات السلطة ،مع تزكية المراجع الإدارية بسكوتها على ذلك.
3- هذا المواطن في مواجهة هذا المسلك التسلطي للباشا،استنجد بخطاب العرش.خصوصا وأن الخطاب الملكي ،ومعه اجتماع وزير الداخلية بالعمال والولاة على ضوئه ،وبحضور سامي الشخصيات،لم يستكملا مدار الأسبوع بعد.فأسلوب تفاعل هذا المواطن/المعارض سابقا ،مع خطاب العرش،وهو يعتبر أن الباشا،لم يستمع إليه ليستوعب توجيهاته،جعل الباشا يضغط على نبرة التهديد وهو مزهو بأسلوبه الاستعراضي وسط أفراد القوات المساعدة،ومساعديه.فكان أن فضل هذا المواطن،الشكوى لله،عوض أن تتطور الأمور إلى الأسوء،في ظل وجود مخاطب تحول إلى "خصم" يفكر بغرائز الهراوات.وقد يكون هذا المواطن قد ردد مقولة الفقيد العزيز سي عبد الرحيم بوعبيد:" لم نخسر إلا حسن نيتنا".وهذا أحسن العزاء في هذه الحالة.
3- إنه لما يعمد سكان واد لاو،المطلة منازلهم على البحر، من "التشوابل "إلى "مكاد"،على نصب مظلاتهم في الشاطىء،والتناوب عليها من طرف أطفالهم ونسائهم وعجائزهم ومعاقيهم،بدون أن تطالها السرقة،فهذا من الأمن والأمان الذي يحسب لأهالي واد لاو ،ولزوارها،وللمنتخبين،والسلطة المحلية نفسها، والدرك الملكي.لكن مصادرة مظلاتهم في غيبتهم وبدون سند قانوني،سيفتح الباب أمام مسلكيات وتوصيفات لا نرضاها للجميع،وسيختلط الحابل بالنابل..وفي الحالة التي نحن بصددها ،فالباشا كان مصدر المساس بطمأنينة المواطنين وإزعاجهم.
4-لقد عمد الباشا إلى احتجاز مظلة وترك أخرى.والجميل في تمييز الباشا لغنائم غزواته الشاطئية،أنه أخذ البالية منها.وهذا إذا يطل بنا على مدونة سلوك متوافق عليها مع أصحاب المظلات المكتراة،لحاجة في نفس يعقوب،فإنه يبين أنه بالفعل حصل خطأ مع مظلة هذا المواطن.لكن العزة بالإثم الذي أخذت الباشا،جعلته يتنكب جادة الصواب،فداس على أشياء جميلة في توجه المواطنين للإدارة من أجل الانتصاف،وأشياء جميلة أخرى في بناء معمارنا المؤسساتي.
5- إنه يفترض في حصيلة غزوات الباشا الشاطئية،أنه قد تجمعت لدى باشوية واد لاو مجموعة من المظلات.وهذا ما يفرض تساؤلات بشأنها.هل هناك سجل يمسك هذه المحجوزات بتواريخها؟ثم ما مآلها؟وهل سيتم إخضاعها للسمسرة؟وما الجهة المستفيدة من ذلك؟أم أنه سيتم اعتبارها مجرد غنيمة "حرب" ،وكفى؟
6-إن النقاش العام حول احتلال الملك العمومي في فترة الصيف في الشواطىء،من طرف الذين لا يتقيدون بأعداد الرخص التي تمنحها الجماعات المحلية للكراء،أو من طرف المترامين عنوة على ذلك، ما كان يجب أن تحرفه السلطة بشططها،ليشمل مواجهة المصطافين .لذلك فسلوك باشا واد لاو،يجب أن يكون موضع مساءلة جدية،لأن في مساره المهني بهذه التجاوزات،إعاقة لتطور البلاد نحو الأفضل،ونكاية في المغاربة على نهج عهد ولى.
أما بعد،فهذا حديث مظلة،مجرد مظلة على ضفاف المتوسط بتمازجه وانفتاحه الحضاري،لا علاقة له ببحر الظلمات .إنها مجرد مظلة امتدت إليها يد التسيب ،فأصبحت برواية الباشا مكسرة بقدرة قادر،لا مجال لاستعادتها.أما من يعنيهم أمر هذا الشطط، فيجب أن يغضبوا جديا لمصداقية الالتزامات الرسمية!