بعد حادث بيدوفيل الجديدة الذي لا يمكن قراءته بمعزل عن الوضع العام الذي تعرفه المخيمات الوطنية من إطعام ومبيت وتنقل وغيرها، خاصة وأن هذا الموسم التخييمي لسنة 2023، شهد حالة أخرى بإحدى المخيمات في المرحلة الأولى ببنسليمان، تتناسل عدد من التساؤلات حول الإمكانيات التربوية والضمانات القانونية التي يمكن أن تحمي الطفولة من هذه الممارسات التي بدأت تتطور بشكل متسارع في الآونة الأخيرة.
طبعا، عدد من الجمعيات التي تنضوي تحت الجامعة الوطنية للتخييم، ومنها من تمتلك تاريخ طويل من العمل التربوي، لا تمتلك اليوم أية آلية لمعرفة الحالة النفسية والصحية لعدد من الأطر التربوية التي تسهر على تأطير الأطفال في المخيمات، ولولا الألطاف الإلهية وسكوت عدد من الأطفال عما يتعرضون له من تحرشات لكانت الإحصائيات كارثية.
إن التدريبات التي تنظمها عدد من الجمعيات بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والجامعة الوطنية للتخييم، لم تعد ناجعة في ظل انتشار سلوكيات غريبة عن العمل التربوي والتطوعي.
إن واقع الحال، وتفاديا لمثل هذه السلوكات المريضة، يتطلب من الوزارة الوصية، التدخل العاجل لمواكبة عملية التدريب عبر تشخيص الحالة النفسية والصحية لعدد من الأطر التربوية والإدارية، فضلا عن تشديد العقوبات السجنية في مشروع القانون الجنائي القادم.
كما أن تنظيم المخيمات الصيفية والربيعية، أبان عن قصور واضح في الآونة الأخيرة، لاسيما في ظل تهالك الفضاءات التخييمية وضعف عملية الإطعام وعدم ابتكار الجمعيات الساهرة على التخييم، لأنشطة جديدة تتماشى والتطور الذي يشهده العالم والمجتمع المغربي.