قضية الإنشاد في شعر الملحون المغربي: المَلْحُونْ فْرَاجْتُو فَكْلاَمُو.. أو التأويل النغمي لمعاني شعر الملحون

قضية الإنشاد في شعر الملحون المغربي: المَلْحُونْ فْرَاجْتُو فَكْلاَمُو.. أو التأويل النغمي لمعاني شعر الملحون تسلط الندوة الضوء على الإنشاد في تراث الملحون المغربي
إن المنشد الفصيح والمتمكن يبعث الحياة في قصيدة شعر الملحون؛ ويحييها بعد أن صارت باردة منزوية في مخطوط أو كناش، سيبعثها المنشد مع جماعته  ومتلقيه كما أحسها الشاعر لحظت إبداعه، وكأننا بالمنشد الماهر والمتمكن يعيد ليس فقط الشاعر إلى الحياة عبر القصيدة؛ ولكن يستعيد لنا وهج الإبداع ومرارته ومخاضه بل يجعلنا نعيش لحظة البوح بالقصيدة والتي ضلت متوارية عن الجميع، وعاشها الشاعر لوحده لحظة إبداعه. وهذا سر من أسرار قوة شعر الملحون ونفاذه واكتساحه لكل فئات المتلقين من عامة العامة والعامة والخاصة وخاصة الخاصة. فالمنشد يعمل لبعث عوالم القصيدة في نفوس متلقيه بدون قيود أو وسائط وذلك عبر أحاسيسه وحركاته وسكناته بما يعتريها من آهات وترنحات وغمز ولمز حسب ما يتطلبه المقام.
 من هنا تتأتى مشيخة المنشد كما عبر عنها أهل الملحون. ومن هنا تتحقق الفرجة الكاملة. وهي كلها نتيجة حتمية لتماهي المنشد مع قصيدة شعر الملحون وحلوله في لحظات إبداع مبدعيها.
 في إطار هذا التصور تقترح هذه الندوة تسليط الضوء على قضية الإنشاد في تراث الملحون المغربي بكل تعالقاتها الشعرية الإبداعية والموسيقية النغمية مع استحضار كل شروط التلقي والفرجة.