عبد الرحيم شراد يسلط الضوء على قصيدة "مولاي عبد الله"

عبد الرحيم شراد يسلط الضوء على قصيدة "مولاي عبد الله" الباحث عبد الرحيم سراد رفقة الزميل أحمد فردوس (يسارا)
من منا لم يستمع للأغنية الشعبية الجميلة، التي تحمل عنوان "مولاي عبد الله"، أغنية اشتهرت بها أيقونة فن العيطة الراحلة فاطنة بنت الحسين وغيرها كثير.
الحقيقة أن مبدع هذه الأغنية وكاتب كلماتها هو الفنان الشعبي "التهامي السالمي" رحمة الله عليه، كتبها ولحنها وغناها و بعد ذلك تداولتها أصوات مختلفة وأصبحت على كل لسان.
 يقول الفنان التهامي السالمي في مستهل مطلع الأغنية: "أنا و أنا و أنا وا عاد عَدا "، على اعتبار أن هذا الإستهلال في نظر الباحث عبد الرحيم شراد ليس فقط بغرض ضبط الميزان عند الإنشاد، بل إن في ترديد " أنا و أنا و أنا " تعبير عن فرحة وابتهاج جماعي، والمناسبة هي "عَادْ عَدا" التي هي حسب رأيه "عودة ألعاب الفروسية، التي اشتهر بها موسم مولاي عبد الله أمغار ، بتٍيطْ".
إن كلمة "عَدا" هي اختصار للجملة التي يقولها المغاربة "عَدا الخَيْل" أي "ها قد عاد موسم التبوريدة"، لهذا لا نستغرب عندما نجد الشاعر يقول في أحد المقاطع عن سربات الخيالة: "بانوا ليا السّْروتْ / السّْنَاحاتْ كيف الياقوت / بالليل يضوِّيوْ عليا / جاونا خيل العونات / جاونا خيل ولاد افرج / جاو خيل اجعيدان ". ويختم هذا المقطع بإشارة سريعة إلى قبيلة "القواسم" التي اشتهرت بالصيد بالصقور ، قائلا : "جاونا القواسم / حَكَّامْة الطير الحُر ". هذه الإشارة السريعة لا توازيها إلا سرعة الصقور وهي تحلق صوب صيدها. 
إن الشاعر ناظم قصيدة "مولاي عبد الله " الفنان التهامي السالمي منذ بداية القصيدة يفصح عن غرضه: "ابا هيا ابا مولاي عبد الله الوالي الشريف را احنا جينا نزوروك".... و تظل هي اللازمة تتكرر عند الغناء مع التأكيد على الزيارة بما تحمله من معاني اللهفة و الشوق و المحبة وذلك من خلال ترديد عبارة: "جينا نزوروك" أكثر من مرة . 
 
الراحل التهامي السالمي
 
وحسب الأستاذ عبد الرحيم شراد فإن الشاعر/الفنان لا يترك الفرصة تفوته دون الإشارة إلى نَسَبه: "نضنا فرحانين / مشينا مجموعين / أهيا الوالي لَحْنين / تعالى تشوف الزين / را السّْوالَمْ جايين زايرين". 
وفي الطريق من منطقة السوالم في اتجاه مدينة الجديدة يصف المسار نحو موسم مولاي عبد الله بقوله: "مشينا مع طريق الواد / واد أم الربيع / الطريق غادة و تعواج / ممنوع الضوبلاج".
 إن من سبق له أن سافر عبر هذه الطريق يدرك جيدا أنه لا بد وأن يمر على مدينة أزمور ، لهذا فالشاعر يقدم اعتذاره للولي الصالح "مولاي بوشعيب" حيث أنه لم يتمكن من زيارة ضريحه. و في هذا يقول: "ملى لحقنا لأزمور / دزنا بالحديد مخطوف / الوالي راك تشوف / احسبنا من الزايرين".
 ومن أجمل المقاطع و أبلغها تعبيرا وفق الباحث عبد الرحيم شراد هو حينما سيصل الشاعر إلى مدينة الجديدة حيث قال: "لحقنا للجديدة / بانت ليا لكبيدة / قلت ليها مالك فريدة / حيث الغربة فايتة فيا / مالك مجلية في الخُلْيانْ / بين بحور و ويدان / شكون هُمَا الضُّمَّان / لازم تعاودي ليا / قالت ليا يا الشريف يا ولد سيدي دحمان / لا تبقاشي فكعان / عندي ثلاثة ضُُّمان / الأول في الضمان والثاني في الضمان والثالث في الضمان هو مولاي الحسن / حيت القصر مبني فيا". (هنا إشارة إلى الملك الحسن الثاني لأن الأغنية تمت كتابة كلماتها في عهده).
و هكذا بعد أن يصل الشاعر إلى ضريح الولي مولاي عبدالله، يقدم لنا وصفا مختصرا حيث يقول: "مولاي عبدالله / وا هيا بني مغار / ياك اللي زارو كأنه شاف الجنة بنهار / عندو تسع شراجم / ثلاثة صادين للبحر / و ثلاثة للجرف الأصفر / وثلاثة صادين للقبلة / واللي هو مولوع آسيادي را الجامع تمة".