أثارت الهدايا التي توصل بها الحاج مصطفى بايتاس، الوزير الناطق باسم الحكومة، بمنزل عائلته في حي "كولومينا" في سيدي إفني، سجالا ساخنا وردود فعل متباينة بخصوص مآل "هدايا الجمال المليونية" التي توصل بها من منتخبين وأعيان بجهة كلميم واد نون، ومن قبائل وأشخاص ووفود من مدن مختلفة. خاصة وأن ما تفجر عقب حفله، أثار ردود فعل متباينة بين "حجم الحضور" الذي دعاه بايتاس، وبين ما "كلّفه" من مصاريف لتغذية عشرات المئات من المدعوّيين من قبله، من دون احتساب المدعوات من النساء.
وبينما نشر مناصرو الوزير بايتاس، العضو الجماعي ايضا بمجلس جماعة سيدي إفني، والمنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، تدوينات متفرقة كشفوا فيها (بعد الضجة)، أن مآل بعض الجمال (هدايا ترزيفت) منحت للمدارس العلمية العتيقة وطلابها ولدور الطالب والطالبة جمعيات كفالة الأيتام وبأنها "صدقة جارية". وهو ما يعضده ما نشره على صفحته الرسمية كل من محمد أرموش الذي أكد أن "جملا" سيتم منحه للمدرسة العلمية العتيقة "بوتمزكيدا" بالأخصاص (سيدي إفني) وفق ما أخبر به من قبل البرلماني التجمعي أحمد زاهو (الذي عوّض بايتاس في مقعده البرلماني بعد استوزاره). وهو نفس الاتجاه الذي سار فيه أحمد بومهرود، رئيس جمعية مدنية، الذي نشر تدوينة مماثلة ذكر فيها أن " الحاج بايتاس تبرع بجماله للمدارس القرآنية، وجمعيات كفالة اليتيم التي توصل بها هدايا من ضيوفه.. تقبل الله منه".
بدوره، كتب إبراهيم أمسراو الباعمراني على صفحة "ملتقى أيت باعمران"، التي تلمّ أبناء المنطقة داخل المغرب وخارجه، رسالة أسماها "دعوا المساجد لعبادة الله " ينتقد فيها بشدة لجوء بايتاس إلى المدارس العلمية وطلابها وفقهاءها لتوزيع غنائمه من جِمال الحفل الذي قد يكون كلّفه زهاء 92 مليون سنتيم بالنظر لالاف الحضور، بعد الضّجة التي رافقت ما حصل".
وأوضح في رسالته ب"ملتقى أيت باعمران"، أنه "لا يمكن السّكوت والتّغاضي عمّا صاحب هذا الحفل من طقوس غريبة كتسييج منطقة وخوصصتها للبعير، إضافة الى كتابة أسماء سياسيين فوق ظهور الجمال في مشهد مقزز، ناهيك عن نوعية الهدايا التي تم تقديمها للوزير، وهي عبارة عن فصيل من النوق، يقدر بحوالي 70 ناقة. هذا العدد لا يقدم عادة في المناطق الصحراوية إلا كمهر للعروس في زفافها. فهل تعتبر هذه الهدايا زفافا بالوزير، لتمثيل المنطقة في ولاية انتخابية قادمة؟ أم التأسيس لمرحلة مابعد الزعيم؟. أم محاولة يائسة لبعث رسائل لمن يهمهم الأمر بخصوص التعديل الحكومي المرتقب وليّ الذّراع !؟"
وبالعودة إلى لغة الأرقام، وفق المصدر ذاته، فإن الانتقادات التي طالت حفل بايتاس وما فجرته من تداعيات وقراءات متعددة بسبب طبيعة الهدايا المقدمة التي منحها البعض "ممن يتقاتل مع الوقت والزمان، يطرح السؤال الحارق والملتهب: من سيؤدي ثمن" التريتور" بالنظر لحجم الحضور وعدده، هل الجمال؟ أم أن ما حصل من تهافت من قبل بعض المنتخبين وكبار وصغار وأعيان ونحوهم، بعضهم له علاقة بقطاعات الصيد البحري والفلاحة والتجارة والصناعة.. أم مصلحة تُرجى مستقبلا لا يعلمها إلا الرّاسخون في العلم والسياسة وانتخاباتها !؟، يعلّق هولاء في حسرة وتعسر.