رفيقات الفارسة حنان تليد: رائحة البارود أحسن من أجود العطور( مع فيديو )

رفيقات الفارسة حنان تليد: رائحة البارود أحسن من أجود العطور( مع فيديو ) حنان تليد
لم تعد التبوريدة حكرا على الرجال، بل ظهرت فرق نسائية خاصة من الخيالة يزداد عددها في المهرجانات سنة بعد أخرى.
حنان تليد، واحدة من "لمقدمات" تبلغ من العمر 28 سنة، وتترأس جمعية للفروسية بمراكش، تضم عددا من رفيقاتها ومنهن أخواتها، هي سليلة أسرة شغفت بحب الخيل وركوبها، والتمتع بالتبوريدة على صهواتها، تحكي لجربدة "أنفاس بريس"، كيف أن بدايتها مع الخيل، كان عبر رياضة القفز على الحواجز، قضت سنتين، لكن ذلك لم يرق لها، كانت تطمح أن تكون مقدمة سربة، وهو ما كان لها فيما بعد، لكن فيما قبل كان عليها أن تتشرب هذه الهواية، في التعامل مع الخيول، امتطاء وإطلاقا للبارود، فكانت ضمن سربات عدد من المقدمات، وشاركت في عدد من المهرجانات والمواسم، إلى أن قررت الاستقلال وتكوين فرقة خاصة أطلقت عليها جمعية فارسات المستقبل.
 

رغم كثرة مرات ركوب الخيل فإن الرهبة ما زالت تتملك حنان، رغم ما يربطها من علاقة بحصانها، وهذا أمر طبيعي، لكن الرهبة تزول مع سماع حوافر الحصان وهو يعدو عدوا في "المحرك" نحو نقطة النهاية..
تجهز حنان ورفيقاتها أحصنتهن بالسروج المزركشة وتتلمس أعناقها بعطف وحنان، وتمسح عنها آثار الأتربة، وفي جانب من الخيمة بموسم التبوربدة بسيدي لغليمي بسطات، يرتدين ملابسهن التقليدية، وكأنهن يجهزن أنفسهن لعرس أو مناسبة سعيدة..
فارسات جمعية المستقبل، مثل النحل، كل واحدة تساعد الأخرى، وتصفف رفيقتها، وقبل الركوب، صلاة ودعاء بالحفظ والتيسير والنجاح..
ينادي المنشط محمد القاسمي، عبر مكبر الصوت، على حنان تليد، أن تقدمي للمحرك، فتتحرك حنان ورفيقتها مرتدين لباسا تقليديا موحدا، وسط تصفيقات الجمهور الذي يزيده أحمد فردوس الباحث في التراث حماسة وهو يعطي نبذة عن المجموعة النسائية ل"البارديات"، التوتر باد على حنان تليد، وهي تنظر يمنة ويسرة، إلى رفيقاتها وخيولهن، تطلق فيهن صرخة الجد، وكأنها تأمهن للصلاة، أن استقمن واعتدلن، تعطيهن إشارة الانطلاق وهي تراقب الوضع يد على البندقية ويد على اللجام، بتأني تكون الانطلاقة، وبعد أمتار قليلة ترتفع سرعة الجري، ومع كل خطوة في تناسق وانتظام، يرتفع الحماس في المدرجات وسط صيحات الصلاة والسلام على رسول الله، وعلى بعد أمتار من نهاية المحرك، تدق قلوب الفارسات، واعينهن شاخصة، ولاينتهي التوتر إلا بإطلاق البارود عبر فوهات البنادق، والأمر أشبه بالضغط على زر كهربائي تشتعل معه المصابيح في نفس الوقت، وهذا دليل نجاح الطلقة أو القرصة، بلغة أهل التبوريدة..
وبانتظام أيضا تقف الفارسات على صهوات جيادهن رافعات بنادقهن نحو الجمهور فيما يسمى التحية، يقابلن بالزغاريد والتصفيقات. 
إطلاق البارود يخلف رائحة في "المحرك"، وهو على حد تعبير إحدى الفارسات يفوق قيمة أحسن العطور.. ومن داخل ما الأدخنة البيضاء، تتقدم حنان ورفيقاتها نحو مخرج "المحرك" وسط حماسة الجمهور، الذي يحرص على التقاط صور "السلفي" وسط ودعوات لهن بالحفظ والتيسير.

تسارع فتيات أخريات الخطى  لاستقبال الفارسات، وكأنهن عدن من حرب طاحنة، أو من سفر بعيد، رغم أن عملية التبوريدة من الاصطفاف إلى الانطلاقة لا تتعدى دقيقتين إلى ثلاثة، يستلمن منهن البنادق ويقدن الخيول لتأخذ دورها في القرصة الثانية ثم الثالثة..
مع مغيب شمس ذلك اليوم يأخذ التعب من الفارسات مأخذه، ليجتمع الجميع تحت خيمة واحدة تهنئة وتقييما وتخطيطا لليوم الموالي، فيما فتيات أخرى أعددن وجبة طعام عبارة عن كؤوس شاي ومسمن، بعدها يستلقين مسترجعات 3 ساعات من الفراجة على ظهور الأحصنة. 
 
رابط الفيديو