فوجئ المترشحون لمباراة توظيف ثلاثة أساتذة التعليم العالي مساعدين بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط بإعلان نشرته إدارة المعهد تخبر فيه بأن نتيجة المباراة هي: "لا أحد".
والمثير أن الإعلان صدر يوم 24 يوليوز 2023، ويتحدث عن المباراة "المنظمة بتاريخ 25 يوليوز 2023"!! (انظر الإعلان).
إعلان النتيجة "لا أحد"
وكان وزير الشباب والثقافة والتواصل قد أعلن، في قرار مؤرخ في 27 يونيو 2023، عن إجراء مباراة لتوظيف (3) أساتذة التعليم العالي مساعدين من الدرجة "أ" بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث يوم 16 يوليوز 2023، في ثلاثة تخصصات: "آثار ما قبل الإسلام"، و"آثار إسلامية"، و"علم النباتات القديمة". وأفاد القرار بأن أجل إيداع ملفات الترشيح ينتهي في 12 يوليوز 2023 على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال (16.30). (انظر القرار).
قرار الوزير بإجراء المباراة
لكن قبل التاريخ المحدد لإجراء المباراة بيومين، وبعد انتهاء أجل إيداع ملفات الترشيح بيومين، حيث كان المعهد قد توصل بملفات المترشحين وتعرف عليهم، سيصدر يوم 14 يوليوز إعلان يخبر بأن المباراة المبرمجة يوم 16 يوليوز قد تم تأجيلها إلى غاية يوم 25 يوليوز، دون ذكر أسباب هذا التأجيل. واختُتِم إعلان التأجيل بأنه "سيتم الإعلان عن لائحة المترشحين المدعوين لإجراء اختبار العرض والمناقشة في أقرب الآجال". (انظر الإعلان).
إعلان تأجيل المباراة
لكن لا شيء من ذلك حصل، فلا الإعلان عن لائحة المترشحين تم، و"لا أحد" من المترشحين دعي لإجراء العرض والمناقشة.
أحد المترشحين استغرب، في حديث مع "أنفاس بريس"، هذه النتيجة المعلنة، وتساءل: كيف يتم رفض ملفات جميع الدكاترة الباحثين المترشحين؟! هل جميعهم لا يتوفرون على الشروط والمعايير المطلوبة؟! وهل جميعهم بعيدون عن كل التخصصات العلمية المحددة في المباراة؟! هل شهادات الدكتوراه التي حصلوا عليها من جامعات مغربية عريقة لا قيمة لها؟! وأضاف: كيف لمعهد يشتكي الخصاص في مناصب الأساتذة الباحثين ويعلن أن "لا أحد" من الدكاترة الذين درسوا وتخرجوا من جامعات مغربية تُدَرِّس وتبحث في التخصصات المحددة (لا أحد منهم) يستحق حتى الدعوة إلى إجراء المقابلة الشفوية وتقديم عرضه ومناقشته أمام لجنة التوظيف؟!
ولم يخف محدثنا تخوفه من أن تكون وراء هذه النتيجة المعلنة بشكل مسبق، وربما عن "سبق إصرار وترصد"، أسباب غير علمية، وأن تكون هناك أهداف غير بعيدة عما يشوب بعض المباريات المماثلة من محسوبية وزبونية.
وطالب مصدرنا الوزير الوصي على قطاع الثقافة بإجراء تحقيق مستعجل للوقوف على ملابسات هذه النتيجة المثيرة، والكشف عن الأسباب والدواعي التي كانت وراء إعلانها، حتى لا تكون هذه المناصب الثلاثة ضحية انعدام تكافؤ الفرص، وحتى لا ينتهي بها الأمر إلى من لم يتمكن من إيداع ملفه في الأجل القانوني المحدد في قرار وزير الشباب والثقافة والتواصل المتعلق بإجراء المباراة.
يذكر أن هذه المناصب الخاصة بإطار "أستاذ التعليم العالي مساعد" تندرج ضمن 11 منصبا تمكنت الوزارة من تخصيصها هذه السنة لقطاع الثقافة. وهو ما لم يسبق أن حظي به القطاع في السنوات الأخيرة، حيث خصصت خمسة مناصب للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وثلاثة مناصب للمعهد الوطني للفنون الجميلة.
وفي الوقت الذي التزم المعهدان المذكوران بإجراء المباراة في تاريخها ودعوة المترشحين لإجراء العرض والمناقشة، انفرد المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بهذه النتيجة التي أثارت استغراب المترشحين وطرحت تساؤلات حول نزاهتها.
فهل سيتدخل الوزير بنسعيد لضمان نزاهة المباراة وحمايتها من أي شكل من أشكال التلاعب أم سيترك الحبل على الغارب، ضدا على تكافؤ الفرص والموضوعية والشفافية؟