أسباب النزول
تقاسم أبناء دار الضمانة يوم الأحد 16 يوليوز 2023 على شبكة التواصل الاجتماعي، منشورا صادرا عن عامل الإقليم، يدعو فيه ثلاثة من مرؤوسيه، على أن يرافقهم خمسة رؤساء جماعات ترابية وجمعيات مدنية "معنية" لحضور اجتماع بمقر العمالة المنتظر أن تخصص أشغاله للنظر في تنظيم المهرجانات السوسيو ثقافية والرياضية والفنية برسم سنة 2023. وجاء في المنشور الذي تتوفر "أنفاس بريس" على نسخة منه، قيمة الغلاف المالي الذي خصصته وزارة الداخلية لكل مهرجان .
المهرجان رافعة تنموية
أكد الباحث ادريس القري (أستاذ سابق بوزان) في دراسة بأن الجماعات الترابية " ليست تجمعات بيولوجية ترتبط بالحاجات والغرائز فقط، بل هي فضاءات عيش مشترك تستمتع بها العين والأذن " وأضاف بأن " المهرجانات تمثل رئة التنمية وأوكسجين تنفسها، وفضاءات لتحقيق الذات، وإبراز المواهب، وتفريغ الاحتقان، وتوجيه الطاقات، ولقاء الخبرات والجماهير".
فهل المهرجانات المزمع تنظيم نسخها الجديدة نجحت في أن تحقيق ما جاء على ذكره الباحث؟ وهل فعلا شكلت رافعات تنموية بالجماعات الترابية التي تحتضنها؟ إذا كان الجواب بنعم وهذا ما يتمناه كل غيور على إقليم وزان، أين تتجلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياحية لذلك؟ وهل سبق للجهات المشرفة على النسخ السابقة لهذه المهرجانات أن عقدت جلسات تؤطرها المقاربة التشاركية لقراءتها قراءة موضوعية الغاية منها تجويد مضامينها وآثارها، وتوقيت تنظيمها بما يجعل منها عمليا مهرجانات بحمولة مواطنة .
مهرجان وزان للذكر والسماع
لاعتبارات موضوعية اخترنا النبش في مهرجان واحد من المهرجانات الخمسة، ألا وهو "مهرجان وزان للذكر والسماع" الذي لازال في مرحلته الجنينية ( النسخة الثالثة) .
أهمية هذا المهرجان تبرز في محاولة جعل وزان تنفرد بهذا المهرجان الروحي في مضامينه، - وهي بدون منازع مشتل لذلك، ومجال رحب لتلاقح الثقافات وتعايش الأديان - لأن الجهة التي تشرف على تنظيمه تحاول بأن تعطيه البعد الدولي، كما أن كل من ترافع لسنوات من أجل ترسيم هذا التفرد كان نصب عينيه أن يلعب المهرجان دورا طلائعيا في التسويق السياحي لدار الضمانة، الذي سيترتب عنه لا محالة تسريع دوران عجلة تنمية مدينة تتوفر على أكثر من فرصة من فرص الاقلاع الذي ستجني ثماره ساكنة شابة.
فهل تحقق شيئا من هذا في تنظيم النسختين السابقتين؟
من وجهة نظرنا الموضوعية يمكن الجزم بأن نسختي "مهرجان وزان للذكر والسماع" المنظمة قبل وبعد وباء كورونا، لم تنجحا في تحقيق الغاية من بصم دار الضمانة بهذا التفرد. وقد خلف هذا "الاخفاق" نقاشا في بعض الصالونات الثقافية الضيقة التي اختارت عدم الخروج للإعلام يقينا منها بأن الجمعية المدنية التي أشرفت على تنظيم المهرجان ستبادر بتنظيم لقاء للتقييم يسمح بفتح نوافذ لتحديد مكامن القوة والانتصار لها ، وحصر مساحة الخلل والعمل على تضييقها .
بلغة بسيطة بعيدة عن اللف والدوران يمكن تحديد مكامن الضعف في المساحات التالية :
- تعطيل الجمعية المشرفة على تنظيم المهرجان المقاربة التشاركية في التحضير والإعداد والتنظيم، وحصر ذلك بين أيادي حلقة جد ضيقة من أعضاء مكتب الجمعية، وهذا بشهادة من الداخل .
- إقصاء الشركاء من أي حضور في التحضير، ونخص بالذكر مجلس جماعة وزان الذي يتوفر على لجنة دائمة تعنى بالثقافة.
- اختيار توقيت غير مناسب لتنظيم المهرجان ( نهاية شهر شتنبر)، الذي يتزامن مع الدخول المدرسي بثقله المالي على الأسر. والنتيجة سقوط الرهان على الحضور الواسع لأبناء وزان المقيمين خارج دار الضمانة، وعشاق وعاشقات فن السماع والمديح على امتداد التراب الوطني.
- تعطيل آلية الاعلام بحيث لم يتم عقد أي لقاء مع الفعاليات الاعلامية التي تلعب دورا مهما في الترويج للمنتوج الذي في هذه الحالة هو المهرجان .
- ارتباك كبير في تنظيم ندوات ذات العلاقة بالمهرجان ( التوقيت مثلا ) التي رغم أهمية محاورها فقد كانت فاشلة (النسخة الثانية).
- تعليق آلية الأنشطة الموازية للمهرجان (معرض المنتوجات المجالية ...) .
- الاستنجاد الذي يطرح علامة استفهام بخدمة منشط المهرجان من غير أبناء وزان ومن خارجها هذا في الوقت الذي تتوفر دار الضمانة على منشطات ومنشطين كبار لهذا النوع من الفعاليات الفنية (شاعر المدينة الأستاذ البوقيدي).
- تعطيل آلية التقييم والتواصل.
على سبيل الختم
ما أتينا على ذكره، غايتنا النبيلة من ذلك ضخ جرعة من الأوكسجين ينعش رئة " مهرجان دار الضمانة للذكر والسماع" الذي يجب أن تتظافر جهود مختلف الفاعلين من أجل أن يصبح علامة تجارية وزانية بدون منازع.
الأمل معقود على اجتماع الاثنين 17 يوليوز الذي سيرأس أشغاله عامل الإقليم، بحيث يجب أن يشكل مدخلا لمصالحة المهرجانات الخمسة، و"مهرجان دار الضمانة للذكر والسماع " على رأسها، مع رافعة التنمية.