في نسخته السّادسة...مهرجان "الْأَصِيلْ" يرفع من سقف التّعاطي مع تراث التّْبَوْرِيدَةْ

في نسخته السّادسة...مهرجان "الْأَصِيلْ" يرفع من سقف التّعاطي مع تراث التّْبَوْرِيدَةْ فن تبوريدة

سيلتقي عشّاق فن ورياضة التّْبَوْرِيدَةْ أيام 20 و 21 و 22 و 23 يوليوز 2023، تحت سقف خيمة مهرجان "الْأَصِيلْ" في نسخته السّادسة بعد أن نمى وترعرع واشتدّ عوده بين أحضان مؤسسة الأصيل للتراث بشراكة مع الجماعة الترابية الَمْهَارْزَةْ السّاحل التابعة لعمالة إقليم الجديدة، إلى جانب مجموعة من المحتضنين.

طبعا كل المهتمّين والمراقبين والمختصّين في مجال التراث اللامادي يتابعون عن كثب، كيف تشتغل وترفع مؤسسة الأصيل كل سنة من سقف الرهانات والطموحات والتطلعات على عدة مستويات، خصوصا على مستوى الجانب التنظيمي الذي يعتبر ركيزة أساسية في تألق "الْأَصِيلْ"، من أجل أن يكون فضاء التّْبَوْرِيدَةْ يلبّي شغف "الْبَّارْدِيَّةْ" ويشفي غليل عَلَّامَةْ الْخَيْلْ الذين تربطهم علاقة التأسيس بالمهرجان أو حتى أولئك الذين سيشاركون لأول مرة في النسخة السّادسة التي تنظمها مؤسسة الأصيل تحت شعار (بصيغة سؤال آني): "التبوريدة تراث...أم إبداع متجدّد؟".

في هذا السياق رفعت مؤسسة الأصيل سقف رهان تهيئة محرك التبوريدة برسم سنة 2023، لضمان جمالية طبيعية وبيئية من خلال إطلالة بهيّة على جانب من أشجار الغابة القريبة من فضاء المهرجان، علاوة على قرب مضمار الخيل من شاطئ البحر الذي سيمنح للفرسان وخيولهم متنفسا بيئيا قريبا من خيمهم (لَوْثَاقَاتْ) يساعد على الاستجمام وقضاء أوقات جميلة مخضبة بنسائم عطر الملح ورداد الموج.

وقد عملت مؤسسة الأصيل على توفير مدرجات للجمهور الذي يحج بكثرة لمهرجان "الْأَصِيلْ" من مختلف المدن المغربية، لضمان فرجة ومتعة اللحظة الاستثنائية مع فرسان وخيول التبوريدة الأصيلة، خصوصا أن كل الإقامات السكنية الممتدة على طول ساحل الْمْهَارْزَةْ سواء في اتجاه سيدي رحال أو في اتجاه أزمور والجديدة تعرف توافد العديد من مغاربة العالم الذين ألفوا الاستمتاع بتراثهم الأصيل كل سنة.

نقطة أساسية ترتبط برفع سقف تنظيم النسخة السّادسة من مهرجان "الْأَصِيلْ" وهي ذات أولوية لدى مؤسسة الأصيل للتراث حيث تراهن إدارة المهرجان على احترام وضبط كل طقوس وعادات وتقاليد "مَشْيَخَةْ" التبوريدة المغربية الاصيلة سواء على مستوى حَرَكَاتْ طُرُقْ الَّلعِب بمختلف أنماط المدارس المعروفة، إلى جانب احترام الزي واللباس التقليدي لكل منطقة على حدى. على اعتبار أن الجمهور العاشق لفنون التبوريدة يحج بكثافة من أجل إشباع رغبته الجامحة من سنبك الخيل والبارود.

الجميل الذي اعتبره المتتبعون سابقة في تنظيم مهرجانات التبوريدة أن مؤسسة الأصيل تضغط بقوة خلال الاستعداد لإقامة النسخة السّادسة من أجل ردّ الإعتبار للصناعة التقليدية ذات الصلة بمنتوجات ومستلزمات فن التبوريدة، بحيث أن الإدارة نبهت كل لَمْقَادِيمْ وعَلَّامَةْ السَّرْبَاتْ إلى ضرورة استبعاد كل من يستعمل "سْنَاحْ" دخيل بمواصفات بعيدة عن السَّرْجْ التقليدي المغربي الأصيل، بعدما أضحى "لَعْظَمْ الَعْمِيرِي" يتسبب في عدة مشاكل وحوادث سقوط الفرسان من على صهوة الخيول وسط مضمار التبوريدة.

وقد صفق العديد من المختصين والمهتمين بتراث التبوريدة إلى هذا القرار الحكيم الذي يصبّ في خانة المحافظة على منتوجات الصناعة التقليدية ذات الصلة بأصالة وعراقة فنون التبوريدة التي تحتاج إلى الصيانة والتثمين والمراقبة والتتبع حتى لا يطالها التشويه.

يشار إلى أن 22 سربة تمت دعوتها من مختلف جهات المملكة، ستشارك في النسخة السّادس من مهرجان الأصيل، نصفها (12 سربة) كانت قد حققت نتائج مبهرة وتوجت بصعود فرسانها إلى جانب لَمْقَدَّمْ فوق بُّودْيُومْ منافسات جائزة الحسن الثاني بدار السلام بالرباط وكذا تم تتوجيها بمعرض الفرس بالجديدة.