قال الشرقاوي الروداني، باحث جامعي متخصص في القضايا الجيو استراتيجية، بإن المغرب وأنغولا يحافظان على علاقات تاريخية تتسم بالاحترام المتبادل. علاوة على ذلك، استفاد أغوستينو نيتو، أحد الآباء المؤسسين لحركة إنهاء الاستعمار وتحرير أنغولا، التي كانت تحت نير الاحتلال البرتغالي، من الدعم القوي من المغرب مما مكنه من بدء النضال التحرري الوطني في فبراير 1961.
وأشار الروداني،في حوار مع جريدة " لوماتان " حول العلاقات المغربية – الأنغولية، بأن البلدين عملا معا على تسريع وتيرة الاجتماعات رفيعة المستوى بهدف تنفيذ استراتيجيات مشتركة تلبي الطموحات والتحديات المشتركة. بالإضافة إلى تنسيق المواقف في مواجهة القضايا الإقليمية والدولية، مضيفا بأن انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين تعد فرصة للمضي قدمًا في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية التي تم التعبير عنها خلال الاجتماع الوزاري الثاني الذي عقد في لواندا في عام 2013.
وقال بأن أنغولا قادرة على لعب دور قيادي في المنطقة الجنوبية من القارة الإفريقية، لاسيما كعضو نشط في مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC)..
وفيما يتعلق بموقف أنغولا من قضية الصحراء المغربية، أكد الروداني أن هناك ديناميكية دولية ترافق رغبة الأمم المتحدة في وضع حد لهذا الخلاف الجيوسياسي بين المغرب والجزائر، مشيرا بأن قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك القرار 2414 و 2440 و 2654 تدعم مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة المغربية كحل واقعي وقابل للتحقيق.
هذا الدعم الدولي المتنامي من دول مهمة ومؤثرة مثل الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وغيرها من الدول للمبادرة المغربية للحكم الذاتي – يقول الروداني - هو دليل على تفوق الرؤية المغربية، بالإضافة إلى افتتاح أكثر من ثلاثين قنصلية عامة في العيون والداخلة، مضيفا بأن أكثر من 84٪ من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا تعترف بجبهة البوليساريو، كما أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية توضح ذلك وبشكل إيجابي للغاية.
وخلص الروداني في الأخير بالقول أن كل الشروط، على المستويين البراغماتي والسياسي، مستوفاة لأنغولا لتسحب اعترافها بالبوليساريو.