يبلغ من العمر 19 سنة مسجلا 11 حالة عود، بين شهرين و4 أشهر وأكثر وأقل، وإلى جانبه جلس نزيل آخر لم يتعد عمره 20 سنة بعد تسجيل 3 حالات عود بجنح تتعلق بالسرقة والضرب والجرح، هو الآن مدان بجناية القتل، يقضي عقوبة 10 سنوات سجنا..
كل هؤلاء وغيرهم استفادوا من برنامج "سجون بدون عود"، حيث كشفت دراسة مندوبية السجون، أن نسبة حالة العود بالنسبة للنزلاء المستفيدين من العفو الملكي لم تتعد 2.2 في المائة مقابل 24.6 في المائة برسم سنة 2017.
واستعرضت هذه الدراسة التي تم تقديمها الثلاثاء 11 يوليوز 2023، بالسجن المحلي تامسنا، ضمن الدورة الأولى من برنامج "مصارحة" الموجه لفائدة فئة النزلاء الأحداث العائدين، مختلف المتغيرات المتحكمة في حالة العود، بدء من عدد الإدانات السابقة إلى الاستفادة من العفو الملكي مرورا بالسن عند أول إدانة ثم مدة الاعتقال والجنس والحالة العائلية والمهنة، وغيرها من المتغيرات وعددها 11.
وبلغ عدد حالات العود بين مرة و4 مرات وأكثر، ويتربع الذكور على قائمة المسجلين في حالات العود ب 25.3 في المائة مقابل 7.8 في المائة، وسجلت الدراسة أن 21.4 في المائة متزوجون مقابل 26.8 في المائة عزاب، وترتفع حالات العود للمدانين 3 مرات وأكثر بنسبة 63.3 في المائة، مقابل 51.5 في المائة للمدانين مرتين.
وبالنسبة للمستوى الدراسي، فإن النزلاء الذين لهم مستوى جامعي في ذيل ترتيب حالات العود ب 12.1 في المائة، مقابل 27.3 في المائة لذوي المستوى الإعدادي وأقل بقليل من ذوي المستوى الابتدائي، فيما الأميون سجلوا 20 في المائة من حالات العود.
بخصوص انواع الجرائم، سجلت الدراسة أن 30 في المائة من النزلاء الذين ارتكبوا جرائم بموجب القوانين الخاصة هم الأكثر عودة للسجن، يليهم المتورطون في الجرائم المالية، وتتربع جريمة الاتجار في المخدرات ضمن قائمة الأكثر عرضة لحالات العود فمن بين أكثر من 20 ألف حالة ضمن الجرائم الخاصة، هناك 13 الف حالة عود، أي بنسبة عود تقدر ب 63 في المائة، تليها جريمة بيع الخمور بدون رخصة ثم السكر العلني.
ولاحظت الدراسة أن من يقضي من النزلاء الأحداث بين سنة وسنتين، هم الأكثر تسجيلا لحالات العود. وبالنسبة لأعمار هذه الفئة من النزلاء، فإن بين 18 و30 سنة، سجلوا اكبر نسبة حالة عود ب 28.7 في المائة يليهم الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة.
ولا تختلف نسبة العودة للسجون بين العاطلين وأصحاب الحرف.
وأفاد مولاي إدريس اكلمام مدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، أن مرتكزات برنامج سجون بدون عود، الذي يعد تجربة متفردة، هي اعتراف النزيل العائد والاعتذار والالتزام، حيث سيخضع نزلاء هذا الفئة لبرنامج مكثف بإشراف من مندوبية السجون وتأطير منها، وكذا مشاركة أسر المعنيين، والرعاية اللاحقة لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.
وقد قامت المندوبية العامة للسجون، بإشراك جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل في البرامج التأهيلية بالسجون، وكدا القطاعات الحكومية في صياغة فقرات البرنامج وتأطيره.
ويمتد هذا البرنامج على مدى أربعة أشهر موزعة على مرتكزاته الثلاثة، كما أنه سوف يشرع في تنزيله كفترة تجريبية بمركز الأحداث بالبيضاء لفائدة 40 نزيلا حدثا تم انتقاؤهم حسب عدد حالات العود.