استحضارا للتوجيهات الواردة في الخطابات الملكية حول الجهوية المتقدمة ولاسيما تلك المتعلقة بالشباب والثقافة، قام كل من مهدي بنسعيد، وزير الثقافة وعبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات، بمقر جهة الدار البيضاء سطات، يوم الجمعة 07 يوليوز 2023، بحضور عدد من البرلمانيين والفنانين.
وتهدف هذه الاتفاقية حسب ما صرح به وزير الثقافة في كلمة ألقاها خلال حفل التوقيع، إلى النهوض بالشأن الثقافي والفني بهذه الجهة، إيمانا منه ومن رئيس المجلس بالدور المحوري الذي يمكن للثقافة أن تلعبه في رهان التنمية المستدامة.
وتتجلى أهمية هذه الشراكة في طبيعة البرامج والمشاريع التنموية التي تحضى بالأولوية من جهة ومن جهة أخرى في قيمة الغلاف المالي الذي تم تخصيصه لتمويل إنجازها والمساهمة فيها، اعتبارا لنوعيتها وتوطينها وكلفتها.
وتتمحور المشاريع المدرجة ضمن هذه الاتفاقية حول ثلاث برامج، لعل أهمها وفق ما صرح به بنسعيد ل "أنفاس بريس"، هو تنشيط 18 فضاء ثقافيا بالجهة والاستثمار في الإنسان، موضحا أن الجهة تتوفر على العديد من البنايات وقاعات الاستقبال، وبالتالي فالتحدي الحقيقي اليوم يتمثل في توفير إمكانيات لتنشيط هذه المجالات وتدعيم أنشطة القرب بالجهة وأن تكون هناك برامج تتجاوب مع إشكاليات الشباب ومتطلبات المواطنات والمواطنين المرتبطة بالمجال الثقافي.
كما يتطلب إنجاز هذا البرنامج وضع فضاءات للقرب لفائدة شباب الجهة لتشجيعهم على التبادل الثقافي والإبداع وكذا قصد إدماجهم وتعزيز قابليتهم للتشغيل في الصناعات الإبداعية والثقافية من خلال التكوين والمواكبة وتنظيم أنشطة ثقافية وشبابية متنوعة وإنجاز البرنامج من خلال عقد شراكات مع المؤسسات والهيئات الفنية والثقافية، وقد خصص لإنجاز هذا البرنامج كلفة مادية تقدر ب300 مليون درهم.
ويروم البرنامج الثاني تطوير المهرجانات الثقافية والترفيهية والتنشيط الثقافي والفني وتدعيم أنشطة القرب بالجهة، بينما يهم البرنامج الثالث ترميم وتأهيل التراث والتعريف به، من خلال التوعية والتربية والتحسيس بأهمية التراث المادي واللامادي للجهة وتأهيل وتثمين مختلف المواقع والمعالم التاريخية بجهة الدار البيضاء سطات وكذا ترميم وتثمين الأسوار التاريخية بهذه الأخيرة لإنعاش التراث وتثمينه والمحافظة عليه.
ومن أجل حكامة جيدة لتنزيل مقتضيات هذه الاتفاقية، وتنفيذ مشاريعها وتحقيق الأهداف المتوخاة منها، تم إحداث ثلاث لجان، هي لجنة القيادة، برئاسة والي جهة الدار البيضاء سطات أو من يمثله، لضمان حكامة جيدة لمختلف البرامج الثلاث موضوع الاتفاقية ولجنة التتبع، التي يرأسها رئيس مجلس الجهة أو ممثله، والتي ستتولى مهمة تقييم وتتبع تنفيذ المشاريع، فضلا عن لجنة البرمجة، برئاسة رئيس المجلس أو من ينوب عنه، لتتكلف بإعداد مخططات العمل والسهر على تنزيل وتنفيذ مكونات البرنامج الثلاث.