حرق المصحف الشريف.. كيف علق أفراد الجالية المغربية بالسويد على الواقعة؟

حرق المصحف الشريف.. كيف علق أفراد الجالية المغربية بالسويد على الواقعة؟ إقدام المتطرف على حرق المصحف الشريف يعد استفزازا كبيرا لمشاعر المسلمين
نظم موقع MDM الإخباري ندوة حول موضوع " الجالية المسلمة بالسويد وآليات التصدي للاستفزازات الممنهجة ضدها"، الندوة التي قام بتنشيطها الإعلامي عبد القادر مغناس، عرفت مشاركة فاعلين في مجال الهجرة بالسويد، وضمنهم مريم لمزوق، رئيسة الاتحاد النسائي العربي التي أكدت في مداخلتها بالمناسبة أن التمييز العنصري لم يكن أبدا مطروحا في السويد، حيث كان أفراد الجالية المغربية المقيمة بالسويد يحتفلون بشعائرهم الدينية ويرتدون لباسهم المغربي دون أن يتعرضوا لأي استفزاز أو تمييز داخل المجتمع السويدي، بل إن السويديين – تضيف - كانوا يقدمون التهاني للمسلمين بمناسبة رمضان والأعياد الدينية، لكن منذ خمس سنوات تقريبا – تشير لمزوق – وقع تراجع كبير، بسبب موجات التمييز العنصري التي تفشت في أوروبا والتي وصل صداها إلى السويد، لدرجة أن السويديين أنفسهم – تقول لمزوق – لازالوا يعيشون على وقع الصدمة، علما أن الإنسان السويدي عرف بالإنصات للآخر والتعايش مع الآخر.

وفيما يتعلق بإقدام المتطرف السويدي على حرق المصحف الشريف أشارت لمزوق أن ما وقع يعد استفزازا كبيرا لمشاعر المسلمين بالتزامن مع عيد الأضحى ، خاصة أن عملية الإحراق تمت أمام المسجد وتحت حماية أمنية ، مؤكدة بأن الحادث شكل صدمة لمشاعر الجاليات المسلمة، ولعموم الشعب السويدي، علما أن عدد من الأشخاص من ديانات أخرى أبدوا انزعاجهم لما قام به المتطرف، موضحة بأن حرية التعبير لا تعني استفزاز مشاعر الآخرين و المس بحرمة عقائدهم.
 
وتعليقا على قرار الملك محمد السادس استدعاء السفير المغربي بستوكهولم من أجل التشاور، أشارت لمزوق أن خطوة الملك كانت جد إيجابية وبادرة جد طيبة أثنى عليها المسلمون بشكل عام، وأدخلت الفرحة على قلوبهم وأشفت غليلهم ، حيث اقتدت بهذه الخطوة العديد من الدول العربية وضمنها السعودية ومصر، مؤكدة بأن الجالية المغربية المقيمة بالسويد ستسير على نفس النهج وسترد على هذا الاستفزاز في الوقت المناسب.

بدوره أكد يوسف الجباري، مدير عام للمؤسسة الاجتماعية قطار المستقبل بستوكهولم، أن الشعب السويدي لا يمكن أن يكون وراء هذه الهجومات ضد الإسلام لأن القانون السويدي يتميز باحترام جميع الديانات، ويسمح لكافة الأشخاص من مختلف الديانات بممارسة شعائرهم الدينية ، مضيفا بأننا اليوم نعيش موجة للأحزاب اليمينية  المتطرفة والتي تمكنت من الوصول إلى السلطة مما تسبب في تغيير السياسة السويدية، كما انتقد الجباري فكر الأحزاب اليمينية المتطرفة والذي ينبني على ثنائية نحن / أنتم، فدائما – يضيف - الإنسان الأبيض يحظى بقيمة تفوق  قيمة الإنسان ذي الخلفية الإفريقية أو الأسيوية، مؤكدا حصول ضغط كبير ليس على الجاليات المسلمة، بل وعلى الإنسان في وضع هشاشة بالسويد .
 
وحذر الجباري من الموجة اليمينية التي تحاول الإجهاز على الثقافة الديمقراطية التي راكمتها السويد، مشيرا بأن السويد تعيش اليوم اختبارا حقيقيا، علما أن السياسة التي تمارس حاليا – يقول الجباري – تبدو غريبة جدا على أفراد الجالية المغربية بالسويد.
 
من جانبها دعت خديجة أميليس، وسيطة اجتماعية بغوتنبرغ، إلى تجاهل الاستفزازات التي يتعرض لها المسلمون والتي يقف خلفها اليمين المتطرف، مشيرة بأن إحراق المصحف الشريف يعد عمل غير إنساني واستفزاز للإنسانية جمعاء، وأشارت بأن مواطنين سويديين اتصلوا بها لتأكيد رفضهم لإحراق المصحف الشريف من طرف شخص يميني متطرف.
 
وأوضحت أن ما وقع يعد درسا حقيقيا للحكومة السويدية من أجل مراجعة سياستها، مبدية اعتزازها وفخرها لقرار الملك استدعاء السفير المغربي بالسويد قصد التشاور والذي كان بمثابة رد لاعتبار أفراد الجالية المقيمة بالسويد والمسلمين بشكل عام.