كثيرة هي الحرف وليس المهن بمراكش تجعلك في حالات متنوعة ولا هي متشابهة تعيش الشرود القهري والقسري، نتيجة السير والجولان ولو في فضاء مغلق كساحة جامع الفنا..بحثا عن لقمة" لوليدات"....
والإعتقاد السائد، عند زوار المدينة مثل حرفة " الكراب"، أنه عمل يأخذ أجره بسهولة الكيفية التي عليها صاحبنا، مادام الأمر سوى إرتداء لباس" تكرابيت "، المطلي كله باللون الأحمروالتجوال هكذا بين زحمة الزوار باحثا ومتضرعا ومتساهلا في أخذ صور معهم،مقابل دريهمات قد تفيده في قوته اليومي لعياله.
العملية بالنسبة له أصبحت روتينية يومية ممللة وتتطلب منه الصبر والجلد والوقوف متسمرا في بعض الأحيان في مكان معين من الساحة مرة تحت سماء ماطرة وأخرى في جو حار وجاف ...
" الكراب"، في وقته كانت له مهمة نبيلة والكل وقتها يتودده لمنحهم شربة ماء عذب صاف في بعض الأحيان تشم منه رائحة " القطران"، بالمقابل أو ذون ذلك... وهو رجل لاتفارقه الإبتسامة مصحوبة بكلمة " بصحا والرحا".
اليوم من يأبه له، من يعرف حرقة حياته البئيسة، من يعيش واقعه اليومي، الكل يجهل أن صاحبنا يحمل ثقلا لاحدود له يتجسد في لباسه الذي قد لايتحمل الجسم هكذا.....
التاريخ هو الوحيد الذي يشهد على تفانيه في العمل وإخلاصه للحرفة وصمته المطبق الدائم والأبدي الذي يصل به الأمر إلى البحث في بعض الحالات كحالته في هذه الصورة اليوم إلى أفتراش أرضية الساحة في بداية صباحها ..
مستغلا فراغها المؤقت من الزوار ... في محاولة يائسة لأخذ او إسترجاع نفسه المضني الذي مع تقدم العمرية قد لاتجدي أكيد، لتجعله فقط جثة هامدة تتحرك قليلا وتتنفس بصعوبة معلنة أن هذه الحرفة بجمالها المظهري وبشح الإعتراف المادي وتجاهل لهذه الفئة التي تئن في بطئ، من طرف من وكل لهم مسؤولية الساحة .... ستنقرض مثلها في ذلك بإنقراض قيمنا وكرامة المواطن المراكشي المغلوب على أمره.....ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.