يعتبر محمد المرضي الملقب ب"الروبيو" أكبر من بائع جراند وكتب، سنوات امتهانه لهذه الحرفة اكسبته خبرة واسعة في مجال النشر لدرجة ان عددا كبيرا من الكتاب يستشيرونه في بعض الجوانب التقنية والجمالية لمشاريع مؤلفاتهم قبل طبعها. هذا الأمر جعله محبوبا، إضافة إلى طيبوبة الرجل واخلاقه العالية ونبله الأصيل وابتسامته البريئة التي لا تفارق محياه، مما اصبح معها قبلة للطلبة الباحثين والإعلاميين والسياسيين والبرلمانيين والوزراء وشخصيات أخرى تلجأ إليه في كل مناسبة للبحث عن كتب ومراجع معينة.
جعلت منه هذه الخصال أشهر كتبي بالمغرب، فحين تفتح معه باب النقاش تكتشف تكوين الرجل الواسع وخبرته العميقة ونظرته الثاقبة للأمور كما لو انك فعلا أمام مثقف كبير يحمل قضايا مجتمعية، يجادلك في كل المواضيع الراهنة... كيف لا وهو صديق لوجوه بارزة في عالم الأدب والثقافة والفكر والسياسة والإعلام ، حيث سبق له على سبيل المثال أن حاز على جائزة " التواصل الثقافي" سلمها له الراحل المهدي منجرة.
" الروبيو" شاهد على أحداث كثيرة كان ملتقى البرلمان وباليما وشارع محمد الخامس مسرحا لها، مما جعلت منه ذاكرة حية لوقائع سياسية وحقوقية واجتماعية بارزة عاشها المغرب المستقل.
يعد كشكه من معالم شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط، إذ لا يمكن للمار من هناك إلا أن يتوقف عند الرجل الأشقر والوسيم "الروبيو" ليلقي ولو نظرة خاطفة على ما جد في عالم الكتب والمجلات والجرائد.
ويذكر أنه حين تم نشر خبر بالخطأ حول رغبته في التخلي عن كشكه، تقاطرت على "الروبيو" عشرات الاتصالات من قبل أسماء معروفة في عالم السياسة والثقافة والإعلام للتأكد من صحة الخبر والتعبير عن تضامنها معه بل ورفضها لهذا القرار، قبل أن يتضح أن الأمر يتعلق بخبر يهم مستودعا لتخزين الكتب سومته أصبحت مكلفة، وليس كشكه المعلمة بشارع محمد الخامس الذي أضحى ملكا للجميع.