كل من شاهد برامج رمضان يوم أمس 16 يوليوز 2014 على بعض القنوات التلفزيونية المغربية خصوصا القناة الثانية، أكيد أنه لاحظ كيف تحول سلوك "كسر الأواني" وسيلة لتحقيق فرجة مُنفلتة ونزع ابتسامة من أفواه المشاهد المغربي بطريقة ساذجة. فقد ظهر الممثل حسن الفذ في سلسلة "الكوبل" وهو يضرب في نهاية كل مشهد آنية بلاستيكية برجله اليمنى كما تقذف كرة القدم، رغم أن الضربة لم تكن منسجمة مع شخصية "كبور" التي يتقمصها حسن الفذ على مستوى السن والقدرات الجسدية. كما بدا الممثل محمد بسطاوي في سيتكوم "كنزة في الدوار" بنفس القناة، وفي نفس اليوم، يرفع ويضرب أرضا كراسي وطاولات مقهى، ضمن مشهد من المشاهد الأخيرة لحلقة أمس من السلسلة المذكورة. وكان برنامج "الكاميرا الخفية" بالقناة الثانية قد افتتح وقت الذروة الرمضانية بتكسير الأواني، بعد أن شرع شخص يلعب دور زوج مستاء من إعجاب زوجته بضحية المقلب مغني الراي الشاب لامين الجزائري، حيث شرعت الممثلة التي تقوم بدور الزوجة في إبداء إعجابها بالشاب لامين من شرفة منزل، ليظهر الممثل "الزوج" أنه غير راض على انشغال زوجته عنه وعن أشغال المنزل، بسبب إعجابها بالمغني الجزائري وسماع أغانيه، فحاول ممثل الكاميرا الخفية أن يُرعب الشاب لامين حسب سيناريو "الكاميرا الخفية" برمي بعض الأواني (خلاطة العصير وآلة تصبين) من شرفة المنزل لتتكسر فوق سيارة. ولم تسلم القناة الأولى بدورها من هستيريا "تكسير الأواني" داخل عمل تلفزيوني، إذ أخذ في نفس اليوم المذكور فيلم "كانبغيك" نصيبه من الظاهرة الفنية الجديدة "تكسير الأواني المنزلية". وبذلك يُمكن القول إن يوم أمس (الذي صادف 19 من أيام رمضان) كان يوما وطنيا تلفزيونيا لتكسير الأواني بغرض الفرجة الغائبة والضحك القسري. العارفون بمجال أب الفنون (المسرح) يقولون إن "الصراخ سلاح الممثل الضعيف". أفلا يمكن اعتبار "تكسير الأواني" بدون حبكة درامية في بعض البرامج الرمضانية، سلاحا للتغطية على الضعف والفقر في الفكرة والتصور والإخراج والتمثيل والإبداع التلفزيوني!!؟؟ قد يقول قائل: كنا في الماضي القريب نلوم أغلب الممثلين المغاربة على الارتباك أمام الكاميرا والحملقة فيها دون هدف، بعيدا عن إجادة تقمص الأدوار كعلامة على الخروج من الشخصية المطلوبة، هذا إن توصل الممثلون المعنيون من تشخيصها ولو في لحظة منفلتة، لكنهم اليوم أصبحوا يكسرون الأواني ويخاطبون البهائم بطريقة غير محبوكة البتة.