تم تسليط الضوء على التقليل من انبعاثات الكربون بقطاع الصناعة الغذائية واحتجاز الكربون من خلال الزراعة، وذلك خلال أيام "أكري كربون"، وهي تظاهرة مرجعية نظمتها مؤخرا بالرباط جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، من خلال مركز التميز أغريتيك، وبشراكة مع منظمة العمل الدولي.
وقد شهد هذا الحدث الدولي مشاركة ما يزيد عن مئتي مشارك، منهم 32 من المحاضرين الدوليين، والذين تقاسموا تجاربهم وخبراتهم في مجال التقليل من انبعاث غازات الدفيئة في مجال الصناعة الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، قامت خمس مقاولات صاعدة بتقديم حلولها المبدعة من أجل صناعة غذائية خالية من الكربون. كما تميز هذا الملتقى بحضور عشرين مشاركا يمثلون الفوج الأول للشهادة التنفيذية حول إزالة الكربون من الصناعة الغذائية واحتجاز الكربون من خلال الزراعة، ما يبرز الحاجة المتزايدة لدعم الممارسات الفلاحية المستدامة والتي تحترم المناخ.
وقد شكلت الندوة الدولية حول إزالة الكربون من الصناعة الغذائية واحتجاز الكربون من خلال الزراعة، فرصة للمشاركين للنقاش حول التحديات والفرص المرتبطة بالتقليل من انبعاثات غازات الدفيئة في الصناعة الغذائية. كما قام باحثون بارزون بعرض آخر ما توصلوا له في مجال التكنولوجيات الناشئة والهادفة إلى الرفع من الإنتاج الغذائي ذي البصمة الكربونية المنخفضة وتشجيع احتجاز الكربون على مستوى الأراضي الزراعية. من جهة أخرى، قام محاضرون مرموقون بمناقشة السياسات والاستراتيجيات الأساسية من أجل دعم تبني ممارسات فلاحية مستدامة، ما يسهم بالتالي في الوصول للهدف المنشود وهو تحقيق الحياد الكربوني.
وفي هذا السياق، قال فيصل سحباوي، مدير مركز التميز أغريتيك، "أننا فخورون بالزخم الذي حظيت به النسخة الثانية من أيام أكري كربون، علاوة على الاهتمام الكبير بها، سواء من جانب الفاعلين المحليين في قطاع الفلاحة والصناعة الغذائية أو من لدن شريحة واسعة من العلماء والخبراء المرموقين والذين شدت انتباههم التعبئة الاستثنائية بالمملكة حول الصناعة الغذائية الخالية من الكربون وكذا زراعة الكربون".
وقال "إننا في مركز التميز أغريتيك التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، لسعداء بتحفيز ومرافقة هذه التعبئة نحو مستقبل خال من الكربون للصناعة الغذائية المغربية".
كما شكلت هذه التظاهرة الكبرى فرصة ملائمة للنقاش والحوار، ما مكّن المشاركين من تقاسم خبراتهم وتجاربهم وكذا أبحاثهم في مجال الصناعة الغذائية الخالية من الكربون واحتجاز الكربون من خلال الزراعة. وقد لامست المواضيع المناقشة مجالات ذات أهمية بالغة على غرار سياسات الحد من انبعاثات غازات الدفيئة وإزالة الكربون في مجال الصناعة الغذائية واقتصاد ومالية الكربون الخاصة بهذا القطاع الواعد بالإضافة إلى الابتكارات العلمية والتكنولوجية الحاسمة والتي من شأنها تحديد مستقبلها.
ومن جانبه، قال جيل كولس، ممثل منظمة العمل الدولية، إن "أيام أكري كربون تعد فرصة للنقاش حول تطور التشريعات والحواجز الجمركية"، معتبرا أن هناك تشريعات وضرائب جديدة على مستوى بعض أسواق التصدير، وبشكل خاص السوق الأوروبي الذي تبنى اتفاقا أخضر جديدا والذي يهدف على الخصوص إلى تشجيع تسويق المنتجات الخضراء على مستوى أسواقه.
واستطرد قائلا إن "إنتاج منتجات خضراء يعني القدرة على المنافسة على مستوى الأسواق الخارجية من خلال تخفيض الحواجز الجمركية وغير الجمركية التي يفرضها المستوردون".
بالإضافة إلى ذلك، شكلت أيام أكري كربون فرصة لتقديم شهادات ملهمة لمقاولات مغربية في قطاع الصناعة الغذائية والتي تعد رائدة في مجال العمل على إزالة الكربون، والتي تعمل على تعبيد الطريق نحو صناعة غذائية تحترم المناخ. من جانب آخر، حظي تقديم برنامج « Farming Innovation » - نسخة الزراعة الكربونية باهتمام كبير، وهو ما يسلط الضوء على المقاولات الصاعدة والمبادرات الخلاقة التي تساهم بشكل فعال في إزالة الكربون من الصناعة الغذائية واحتجاز الكربون من خلال ممارسات زراعية رائدة.
يذكر أن مركز التميز في تكنولوجيا الزراعة، بصفته المنظم لهذا المؤتمر الدولي، يلعب دوراً حاسماً في قطاع الزراعة الأفريقي. هذا المركز البارز التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية يسعى جاهداً لتعزيز الزراعة المتقنة التي تتناسب بشكل خاص مع القارة الأفريقية، ويستفيد من التكنولوجيا الحديثة لتحقيق ذلك.
ومن شأن النتائج المستخلصة من هذه النقاشات استشراف مستقبل أخضر أكثر بالنسبة لقطاع الصناعة الغذائية بالمغرب، تمتزج فيه النجاعة الاقتصادية مع المحافظة على البيئة والمسؤولة الاجتماعية.