كيف حولت دولة العصابة كل لقاء رياضي بين المغرب والجزائر إلى نزال عسكري!

كيف حولت دولة العصابة كل لقاء رياضي بين المغرب والجزائر إلى نزال عسكري! اعتداء همجي على عناصر المنتخب المغربي بالجزائر(أرشيف)

كان الديربي المغاربي في كرة القدم بين الجزائر والمغرب من انطلاقته عام 1965 مثيرا ومشوقا، لكن ظل دائما في حدود التنافس الرياضي الشريف.

لكن بعد استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية وما اتخذته الجزائر من موقف معاد للوحدة الترابية للمملكة، انعكس التوتر في العلاقات بين البلدين على كل ما هو رياضي، خاصة من طرف النظام العسكري الجزائري الذي يجعل من كل مباراة أو تظاهرة رياضية فرصة للتعبير عن العداء الراسخ ضد المغرب.

وتضاعف هذا العداء من طرف كابرانات الجزائر خاصة بعد ظهور شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية وأيضا بعد تألق الكرة المغربية في عدة مناسبات، مثل التأهيل مرتين متتاليتين لكأس العالم 2018 و2022 واقتحام المغرب في شخص رئيس الجامعة فوزي لقجع لمواقع القرار بالاتحادين الأفريقي والدولي لكرة القدم.

كما تم توظيف إغلاق الحدود البرية والجوية من طرف نظام الجزائر لخلق فرص جديدة للتوتر، خاصة خلال التظاهرات التي تنظمها الجارة الشرقية مثلما ما وقع في ألعاب البحر الأبيض المتوسط وكأس إفريقيا للمحليين وكأس أفريقيا لفئة أقل من 17 سنة.

واخترنا في هذا الملف الوقوف على بعض المحطات التي تكشف تهور عساكر الجزائر وتحويل كل عرس رياضي يحضر فيه المغرب إلى بؤرة النزاع ونشر الأحقاد وتجييش الجماهير.

يونيو 2008.. عدم إتمام عزف النشيد الوطني المغربي

في مباراة جمعت المنتخبين المغربي والجزائري برسم ذهاب الدور الأول لتصفيات كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين، تم عزف جزء فقط من النشيد الوطني المغربي قبل انطلاق المباراة.

هذا السلوك أدى إلى احتجاج وزارة الخارجية المغربية على السلطات الجزائرية التي ادعت أن مسؤولا من السفارة المغربية بالجزائر هو الذي سلم لمسؤول غرفة التسجيل شريطا غير كامل للنشيد الوطني المغربي، وهو ادعاء لايقبله عقل ولا منطق.

مارس 2011.. شحن نفسي وإعلامي قبل مباراة الجزائر ضد المغرب

في مباراة برسم الجولة الثالثة لمنافسات كأس إفريقيا للأمم 2012، بدا الشحن الإعلامي والنفسي واضحا قبل أيام قليلة، خاصة لدى وسائل إعلام الجزائر وتصريحات بعض المسؤولين الرياضيين، بحكم أن الجزائريين في حاجة ماسة إلى نقاط تنقذهم من إقصاء محتمل.

وتناقلت صحف جزائرية تصريحات نسبتها إلى محمد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم آنذاك، يصف فيها المباراة المنتظرة بين المغرب والجزائر بأنها معركة رياضية في الملعب وسياسية خارجه، خاصة في ظل العلاقات المتأزمة بين البلدين الجارين.

وتحدثت صحف جزائرية عن المكاسب السياسية التي يمكن أن تحصل عليها الحكومة الجزائرية في حالة ما إذا انتصر الفريق الجزائري على نظيره المغربي، في إشارة إلى إدخال الفرحة على الشعب الجزائري، الأمر الذي يمكن أن يسهم في إخماد جذوة الاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها البلاد منذ بضعة أسابيع.

وحفّز مسؤولون رياضيون جزائريون الخضر بمغريات مادية، من بينها مبلغ 10 آلاف يورو لكل لاعب جزائري في حالة الانتصار على أسود الأطلس وهو ما اعتبره العديد من المراقبين من أكبر المنح المادية في تاريخ مباريات الجزائر.

 

يناير 2014.. بطولة إفريقيا لليد بالجزائر..

 

معاناة كبيرة تلك التي عاشها المنتخب الوطني المغربي لكرة اليد، خلال مشاركته في كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بالجزائر، حيث استغل الجمهور الجزائري استضافته للتظاهرة للتنفيس عنمكبوتاته” السياسية.

استغلت الجماهير الجزائرية بين المنتخبين المغربي والجزائري للإساءة إلى المغرب.

الجمهور الجزائري أطلق صافرات الاستهجان أثناء عزف النشيد الوطني المغربي، ورفع شعارات ذات بعد سياسي معادية للمغرب.

كما تم تحديد مقر إقامة المنتخب على بعد 42 كلم عن القاعة التي تحتضن المباريات.

ماي 2015.. اعتداء على لاعبي الرجاء بالجزائر

استضاف فريق وفاق سطيف الجزائري الرجاء البيضاوي برسم إياب دور الستة عشر من دوري أبطال أفريقيا، وانتهت بإقصاء ممثل الكرة المغربية من المنافسات عن طريق ضربات الترجيح.

وشهدت نهاية المباراة أحداث شغب، وتعرضت بعثة النادي المغربي للضرب من قبل مجموعة من المسؤولين الجزائريين، خاصة رئيس نادي وفاق سطيف حسان حمار.

وكان قنصل المغرب في الجزائر قد عاين كل الوقائع، سيما عندما اقتحم رئيس الوفاق أرضية الملعب وضرب اللاعبين المغاربة، واصفا إياهم باليهود أمام القنوات التليفزيونية التي كانت تتابع الأحداث.

يونيو 2022.. ألعاب المتوسط.. الصحافيون المغاربة يتحولون إلى «جواسيس»

شكلت واقعة منع تسعة صحافيين، كانوا مرشحين لتغطية المشاركة الوطنية في هذه البطولة المتوسطية، مفاجأة كبيرة، تناقلت تفاصيلها كبريات المحطات الإعلامية الدولية.

ولم يصدق الصحافيون المغاربة أنفسهم حين اكتشفوا أنهم فقدوا صفتهم الإعلامية وتحولوا إلى «جواسيس»، بعدما حظرت السلطات الجزائرية دخولهم إلى أراضيها، «خوفا على وحدة الوطن»، حسب زعمها، وحفاظا على السير العادي لبطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط.

لقد وجد هؤلاء الصحافيون التسعة أنفسهم عالقين لأزيد من 24 ساعة بمطار وهران، قبل أن يتم ترحيلهم صوب تونس، في مشهد لا إنساني أعاد إلى الأذهان واقعة طرد آلاف المغاربة من الجزائري يوم عيد الأضحى من سنة 1975.

يونيو 2022.. ألعاب البحر الأبيض المتوسط و"فظائع غير رياضية"

شهدت مباراة المنتخبين المغربي والجزائري برسم الجولة الأولى من منافسات البحر الأبيض المتوسط في كرة القدم، مدى الاحتقان والشحن الذي تمارسه الطغمة العسكرية، ومعها أبواق الإعلام المسخر، على فريق يافع من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة.

هذا الشحن الأعمى تمدد انتقل حتى إلى الجمهور المتفرج في المدرجات، الذي أطلق صافرات الاستهجان عند سماع صدى النشيد الوطني المغربي، كما انخرط في حملة من السب والشتم والإهانة في حق لاعبي المنتخب المغربي بوتيرة تصاعدية، ازدادت حدتها بعد نهاية المباراة بنتيجة الفوز الذي حققه المغاربة بفارق هدفين لصفر.

ولم يسلم من هذا الشحن المتنامي حتى أعضاء البعثة الرسمية المغربية، والذين تم منعهم في البداية من ولوج المنصة الشرفية الرسمية، وتم وضعهم في مدرجات بعيدة تحت ألسنة الشمس الحارقة، قبل أن يتم السماح لهم بالجلوس في المدرجات المغطاة وليس بالمنصة الشرفية.

بالجزائر.. خريطة الألعاب المتوسطية من دون المغرب

قامت اللجنة المنظمة الجزائرية للألعاب المتوسطية بإزالة خارطة المملكة المغربية بشكل كامل خلال حفل افتتاح الألعاب المتوسطية، التي استضافتها وهران خلال الفترة ما بين 25 يونيو و05 يوليوز 2022.

وأظهر البث المباشر على شاشة القنوات التلفزية، التي نقلت الحفل الافتتاحي، خارطة كافة الدول المتوسطية، المشاركة في الألعاب، باستثناء المغرب وإسبانيا، الأمر الذي خلف استياء كبيرا، حيث وصفته كثير من التعليقات بالأمر المقصود.

شتنبر 2022.. الاعتداء على فتيان المنتخب المغربي بالجزائر

طالت الاعتداءات لاعبي المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 عام، وذلك عقب مباراة نهائي كأس العرب للناشئين أمام الجزائر، التي أقيمت بوهران.

ووصفت الجامعة المغربية واقعة الاعتداء من طرف لاعبي الخصم والجماهير الجزائرية ب "الهمجية والوحشية".

كما استغرب الجهاز الكروي، من غياب الأمن خصوصا في ظل الحضور الجماهيري الكبير، والأجواء المشحونة التي رافقت اللقاء الكروي حتى قبل انطلاقته.

وتم تداول مقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، توثق لتعرض أشبال الأطلس لاعتداءات من طرف مكونات المنتخب الجزائري لأقل من 17 وجماهير اقتحمت أرضية الملعب بعد تتويج الخضر باللقب العربي، عن طريق ركلات الجزاء.

يناير 2023.. غياب المنتخب المغربي عن "شان" الجزائر

 

تعذر على المنتخب الوطني المغربي السفر إلى مدينة قسنطينة الجزائرية من أجل المشاركة في النسخة السابعة من بطولة أفريقيا للاعبين المحليين (شان)، التي جرت أطوارها ما بين 13 يناير و4 فبراير 2023.

ولم تحصل الجامعة على الترخيص لرحلة المنتخب، انطلاقاً من مطار الرباط - سلا في اتجاه مطار قسنطينة، بواسطة طائرة الخطوط الملكية المغربية، الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية.

وكانت الجامعة المغربية لكرة القدم قد تقدمت في 22 من دجنبر بطلب إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، باعتباره الجهاز المسؤول على تنظيم بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، من أجل الحصول على ترخيص لرحلة جوية عبر الخطوط الملكية المغربية من الرباط إلى قسنطينة.

ماي 2023.. كابرانات الجزائر يجيشون مباراة ضد فتيان المغرب

استغل الـكابرانات” بشكل بشع مباراة كرة القدم التي جمعت يوم 10 ماي 2023، فتيان المنتخب الوطني المغربي بنظرائهم للمنتخب الجزائري، برسم الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، إذ تم تجييش اللاعبين الجزائريين الذين تقل أعمارهم عن 17 سنة، وشحنهم نفسيا ضد المغاربة، عبر زيارتهم من طرف عناصر من الجيش الجزائري والشرطة وقوات الأمن، وكأن بهؤلاء اللاعبين مقبلون على حربا ضارية وليس مباراة رياضية، ضد منتخب جاء للعب كرة القدم وليس لسفك الدماء.

لكن انقلب السحر على الساحر وانهزم الجزائريون بثلاثة أهداف لصفر.بالتعليمات العسكرية القاضية بفرض رقابة على أي محتوى يمكن تفسيره بأنه نقطة ايجابية لصالح المغرب الذي يعتبره النظام العسكري الجزائري عدوا للدولة الجزائرية ومصدرا لتهديد أمنها القومي.