تغول‭ ‬الفساد‭ ‬بالمغرب حتى لا يكون اعتقال مبديع مجرد كاميرا خفية؟!

تغول‭ ‬الفساد‭ ‬بالمغرب حتى لا يكون اعتقال مبديع مجرد كاميرا خفية؟! نازلة‭ ‬محمد‭ ‬مبديع‭ ‬تسائل‭ ‬مجتمعنا‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الراهن؛‭ ‬فهل‭ ‬نجعلها‭ ‬فرصة‭ ‬لملاحقة‭ ‬جميع‭ ‬الفاسدين
بعكس‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬توحي‭ ‬به‭ ‬واقعة‭ ‬اعتقال‭ ‬البرلماني‭ ‬محمد‭ ‬مبديع‭ ‬(الوزير‭ ‬السابق،‭ ‬والقيادي‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬الحركة‭ ‬الشعبية)،‭ ‬والتحقيق‭ ‬معه‭ ‬بعد‭ ‬اتهامه‭ ‬بالتورط‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬فساد‭ ‬مالي‭ ‬وتبديد‭ ‬أموال‭ ‬عمومية،‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬منه،‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬أنه‭ ‬إشارة‭ ‬لنهاية‭ ‬آفة‭ ‬الفساد‭ ‬المستشري‭ ‬في‭ ‬المغرب‭. ‬فقد‭ ‬تعود‭ ‬المغاربة،‭ ‬كلما‭ ‬اشتدت‭ ‬الأزمة‭ ‬وضاقت‭ ‬سبل‭ ‬الحل‭ ‬أو‭ ‬الانفراج،‭ ‬على‭ ‬لجوء‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬"رأس‭ ‬كبيرة"‭ ‬ونحرها‭ ‬من‭ ‬الوريد‭ ‬إلى‭ ‬الوريد‭ ‬على‭ ‬مذبح‭ ‬أخلاقيات‭ ‬المسؤولية‭ ‬والمحاسبة‭.‬
لا‭ ‬يمكن،‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال،‭ ‬قبول‭ ‬«المتابعة‭ ‬الموسمية»‭ ‬لبعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬بشبهة‭ ‬الفساد‭ ‬المالي‭ ‬أو‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬واستعراض‭ ‬سجل‭ ‬الاتهام‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الحوامل‭ ‬الإعلامية،‭ ‬فقط‭ ‬لإطفاء‭ ‬غضب‭ ‬القلقين‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬الأزمة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ولصرف‭ ‬انتباه‭ ‬المواطنين‭ ‬الغاضبين‭ ‬من‭ ‬استفحال‭ ‬تدهور‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬أمام‭ ‬اشتداد‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭.‬
لا‭ ‬ينبغي‭ ‬القبول‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الإطلاق‭ ‬بتحويل‭ ‬«الفساد»‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬فرقعة‭ ‬إعلامية‭ ‬تنتهي‭ ‬أسباب‭ ‬إطلاقها‭ ‬بعودة‭ ‬الغضب‭ ‬إلى‭ ‬غمده،‭ ‬وبانصراف‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬«بؤسهم‭ ‬اليومي»،‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬الدولة‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاربة‭ ‬الفساد‭ ‬والمفسدين،‭ ‬وتضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬على‭ ‬ناهبي‭ ‬المال‭ ‬العام‭...‬
على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬الاستعراض،‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فاتحة‭ ‬حقيقية‭ ‬لعهد‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المحاسبة‭ ‬الصارمة،‭ ‬وربطها‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬وخاتمه‭ ‬معلنة‭ ‬لعهد‭ ‬التسيب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬الفاسدون‭ ‬يعيثون‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬فسادا،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬المغرب‭ ‬بلا‭ ‬دستور‭ ‬وبلا‭ ‬تاريخ‭  ‬وبلا‭ ‬أخلاق،‭ ‬وبلا‭ ‬مؤسسات‭ ‬رقابية‭ ‬أو‭ ‬قانونية‭.‬
لقد‭ ‬وضعت‭ ‬قضية‭ ‬البرلماني‭ ‬مبديع‭ ‬«الحاكم‭ ‬المطلق‭ ‬في‭ ‬الفقيه‭ ‬بنصالح»‭ ‬المغرب‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أمام‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتبدد‭ ‬ضمن‭ ‬اعتبارات‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬أو‭ ‬توافقات‭ ‬«سياسية»‭ ‬تسيء‭ ‬لسمعة‭ ‬القضاء،‭ ‬ولصورة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬بعض‭ ‬أروقته‭ ‬المؤثرة،‭ ‬وخاصة‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬إلى‭ ‬تشويه‭ ‬بلادنا‭ ‬بغاية‭ ‬الابتزاز‭ ‬وإرغام‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬«صف‭ ‬التبعية‭ ‬الكولونيالية»‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بممارسة‭ ‬المناولة‭ ‬لصالح‭ ‬«ماما‭ ‬فرنسا»‭.‬
نعم‭ ‬لدينا‭ ‬كل‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬بإمكان‭ ‬المغاربة‭ ‬أن‭ ‬يفخروا‭ ‬بها،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬التوسع‭ ‬النسبي‭ ‬لمجال‭ ‬الحريات‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬نهوض‭ ‬اقتصادي‭ ‬وصناعي‭ ‬متدرج،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬إرساء‭ ‬شروط‭ ‬الاستقرار‭. ‬لكن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬الإقرار‭ ‬بأننا‭ ‬نعيش‭ ‬بمرارة‭ ‬وبؤس‭ ‬امتداد‭ ‬أخطبوط‭ ‬الفساد،‭ ‬وتجذره‭ ‬في‭ ‬العقليات‭ ‬والممارسات،‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬إدارة‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭. ‬بل‭ ‬الأنكى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الأخطبوط‭ ‬صارت‭ ‬ترسخ‭ ‬أيديها‭ ‬وأرجلها‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬دائرة‭ ‬السلطة،‭ ‬في‭ ‬أبعادها‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية،‭ ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والمستشارين،‭ ‬والوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬والجماعات‭ ‬الترابية،‭ ‬مسنودين‭ ‬بأحزاب‭ ‬لا‭ ‬«كبدة»‭ ‬لديها‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬ولا‭ ‬عقيدة‭ ‬قيم‭ ‬أخلاقية‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬مستفيدين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تواطؤ‭ ‬الإدارة‭ ‬والمراقبين،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عقلية‭ ‬السند‭ ‬السياسي‭ ‬والحصانة‭ ‬البرلمانية‭ ‬و»عظم‭ ‬خوك‭ ‬آ‭ ‬البخاري»‭.‬
لقد‭ ‬تمدد‭ ‬هذا‭ ‬الأخطبوط،‭ ‬لا‭ ‬ليمعن‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬إرباك‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬كمغاربة‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخها‭ ‬سياسيا‭ ‬وإداريا،‭ ‬وفي‭ ‬تلويث‭ ‬النخب،‭ ‬بل‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬«الصعود»‭ ‬بالمغرب‭ ‬إلى‭ ‬الهاوية،‭ ‬أي‭ ‬إلى‭ ‬مراتب‭ ‬الصفوة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬الفاسدة‭. ‬وسنعطي‭ ‬بعض‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعود‭ ‬المأساوي،‭ ‬وطبعا‭ ‬لن‭ ‬نستشهد‭ ‬ببلدان‭ ‬مثل‭ ‬سالفادور‭ ‬أو‭ ‬الصومال‭ ‬أو‭ ‬غيرهما‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الطافحة‭ ‬في‭ ‬الفساد‭ ‬المالي‭ ‬والسياسي،‭ ‬لأننا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬تنتمي-‭ ‬وما‭ ‬ينبغي‭ ‬لها-‭ ‬لأفقنا‭ ‬المغربي،‭ ‬بل‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬إن‭ ‬لنا‭ ‬أفقا‭ ‬آخر‭ ‬يضعنا‭ ‬ضمن‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأربعة‭ ‬الأوائل‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬الفساد‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي:
أول‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬أوغندا،‭ ‬التي‭ ‬يتورط‭ ‬فيها‭ ‬حاليا‭ ‬ثلثا‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الفساد‭. ‬وثانيها‭ ‬هي‭ ‬البيرو،‭ ‬حيث‭ ‬يتابع‭ ‬الرئيس‭ ‬بيدرو‭ ‬كاستيلو‭ ‬بالتورط‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الفساد،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬5‭ ‬رؤساء‭ ‬سابقين‭ ‬هناك‭. ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬لبنان‭ ‬الذي‭ ‬يتآكل‭ ‬بفعل‭ ‬الطائفية‭ ‬المذهبية‭ ‬والانقسام‭ ‬السياسي‭ ‬لتتضاعف‭ ‬أزماته‭ ‬بفعل‭ ‬انتشار‭ ‬الفساد‭ ‬وتقلباته،‭ ‬وتقاطع‭ ‬شبكاته‭ ‬مع‭ ‬مافيا‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬الماسكة‭ ‬بزمام‭ ‬البلاد‭. ‬وفي‭ ‬المرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬يأتي‭ ‬المغرب‭ ‬(يا‭ ‬للعار‭ ‬!)‭. ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬قطع‭ ‬أشواطا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2015،‭ ‬كما‭ ‬وضع‭ ‬قاعدة‭ ‬تربوية‭ ‬لتعميم‭ ‬ثقافة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والشفافية،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الرشوة‭ ‬والفساد،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إرساء‭ ‬آلية‭ ‬لرصد‭ ‬ظاهرة‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مسؤولية‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التنفيذ،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراءات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬جمع‭ ‬المعطيات‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬الإداري‭ ‬والخاص،‭ ‬ووضع‭ ‬لوحة‭ ‬بيانية‭ ‬لإظهار‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬وأوْجُه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭. ‬
فهل‭ ‬تُشَرِّف‭ ‬المغرب‭ ‬والمغاربة‭ ‬هذه‭ ‬الرتبة‭ ‬الوضيعة‭ ‬وضاعة‭ ‬الفاسدين‭ ‬والمختلسين‭ ‬وناهبي‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬والمزورين‭ ‬والنصابين‭ ‬واللصوص‭ ‬وقطاع‭ ‬الطرق‭ ‬وجميع‭ ‬أنواع‭ ‬المافيات؟
ثم‭ ‬هناك‭ ‬الأسئلة‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحا:
كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للمغرب‭ ‬أن‭ ‬يستعيد‭ ‬الصدارة‭ ‬في‭ ‬"رتب‭ ‬الشرف"،‭ ‬وليس‭ ‬الفساد؟
هل‭ ‬يقبل‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬يضيع‭ ‬الفرصة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬للقطع‭ ‬مع‭ ‬الفساد‭ ‬والمفسدين‭ ‬وناهبي‭ ‬المال‭ ‬العام؟
إن‭ ‬أولى‭ ‬الطرق‭ ‬للقطع‭ ‬مع‭ ‬مرحلة‭ ‬الفساد‭ ‬وإنهائها،‭ ‬في‭ ‬تقديرنا،‭ ‬هي‭ ‬إعادة‭ ‬تجديد‭ ‬مساطر‭ ‬القضاء‭ ‬لتصبح‭ ‬الأحكام‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬ما‭ ‬يقترف‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الفساد‭ ‬المالي‭ ‬والإداري‭. ‬فمعلوم‭ ‬أن‭ ‬زمن‭ ‬العدالة‭ ‬الخاص‭ ‬بجرائم‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬بطيء‭ ‬جدا،‭ ‬ومسالك‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وتداول‭ ‬الملفات‭ ‬بطيئة‭ ‬ومعقدة،‭ ‬حيث‭ ‬بوسع‭ ‬هذا‭ ‬المسلك‭ ‬أن‭ ‬يمتد‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن‭. ‬والسؤال‭ ‬هنا‭ ‬هو:‭ ‬كيف‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يدان‭ ‬المفسدون‭ ‬ليودعوا‭ ‬في‭ ‬السجن،‭ ‬فيما‭ ‬تظل‭ ‬الأموال‭ ‬المنهوبة‭ ‬تحلق‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬بأجنحة‭ ‬متعدد‭ ‬الأنساب‭ ‬والرواد؟
نازلة‭ ‬محمد‭ ‬مبديع‭ ‬تسائل‭ ‬مجتمعنا‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الراهن؛‭ ‬فهل‭ ‬نجعلها‭ ‬فرصة‭ ‬لملاحقة‭ ‬جميع‭ ‬الفاسدين،‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬مواقعهم‭ ‬أو‭ ‬أنسابهم‭ ‬أو‭ ‬ثرواتهم،‭ ‬ونتدارك‭ ‬الزمن‭ ‬المفقود،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬زمن‭ ‬الفساد‭ ‬والفساد‭ ‬سيظل‭ ‬قدرا‭ ‬لا‭ ‬محيد‭ ‬عنه‭ ‬يطاردنا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية؟
إذا‭ ‬لم‭ ‬تتسلح‭ ‬بلادنا‭ ‬بالإرادة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لمحاربة‭ ‬الفساد‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لتغوله،‭ ‬فإن‭ ‬واقعة‭ ‬اعتقال‭ ‬مبديع‭ ‬ستكون‭ ‬مجرد‭ ‬«كاميرا‭ ‬خفية»‭ ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬بالحقيقة‭ ‬ولا‭ ‬بالواقع‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نتمناه‭ ‬لبلادنا،‭ ‬لأن‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭  ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفساد‭. ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الفساد‭ ‬يُواجَه‭ ‬بالمقالب،‭ ‬فتلك‭ ‬مصيبة‭ ‬أخرى‭.‬
 
تفاصيل أوفى في العدد الجديد من أسبوعية "الوطن الآن" رابط العدد هنا