ولد الحب بين سعاد حسني وعبد الحليم حافظ في المغرب، حين قامت إذاعة "صوت العرب" بتنظيم رحلة إلى المغرب لإقامة حفلات غنائية يخصص دخلها لصالح ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة أكادير يوم 29 فبراير 1960، وخلف آلاف القتلى. ونقلت "اليوم السابع" المصرية أن الوفد المصري الذي حل بالمغرب كان برئاسة كمال إسماعيل نائب مدير إذاعة "صوت العرب"، وكان معه وجدى الحكيم، أما الوفد الفنى فكان كتيبة من النجوم وهم: يوسف وهبى، وعمر الحريرى، وآمال فهمى ومحمد عبد المطلب ومحمد قنديل، وهدى سلطان، وشريفة فاضل، والمونولوجست محمود شكوكو، وعبد الحليم حافظ، وسعاد حسنى.. وكان هشام عيسى الطبيب المرافق لعبد الحليم موجودا معهم، ويتذكر أن الفنانين جابوا معظم أرجاء المغرب، وقدموا حفلات غنائية على المسرح الوطنى فى الرباط، ثم على مسارح البلدية في الدار البيضاء وطنجة وتطوان وفاس. ويقول هشام عيسى، حسب ما نقلته "اليوم السابع": "خلال الرحلة وصلت قصة الحب بين الاثنين إلى ذروتها، عاش العاشقان أسعد أيامهما، ارتشفا رحيق الحب كاملا، كانا لا يفترقان أبدا، ولم يكتما شيئا، ولمس كل من بالرحلة مدى التطور فى حبهما، فقد اتفقا على الزواج، كان حليم يحلم بالأسرة العادية، زوج وزوجة وأبناء، تلك الأسرة التى افتقد صورتها فى طفولته الحزينة، وكانت سعاد تحلم بدفء واستقرار المنزل، الذى لم تنعم به بين أب وأم مطلقين يتنازعان عليها بين المحاكم، وحين اقتربت الرحلة من نهايتها كان حليم وسعاد قد بحثا فى تفاصيل الزواج المقبل". وأضافت اليومية المصرية أن الثنائي، سعاد حسني وعبد الحليم حافظ، أعجبا خلال جولتهما بالمغرب بسرير من النحاس كان آية في جمال الصنعة، فاتفقا على شرائه، وقام حليم بدفع ثمنه وإبقائه عند البائع لحين شحنه إلى القاهرة.